![]() |
حمزة الشبراويشي صانع كولونيا 555 |
قصص نجاح مصرية: حمزة الشبراويشي صانع كولونيا 555 .. و قصة كفاح انتهت بالتأميم في عهد عبدالناصر
قصص النجاح كثيرة وملهمة للكثير وغالباً ما يتهافت الناس على سماعها والإشارة الي أصحابها، ولكن للأسف كثيراً من المصريين والعرب لا يعرفون عن بعض الأسماء وقصص النجاح الهامة في بلدانهم وبعض الشخصيات الفريدة والمبدعة التي صنعت تاريخاً وعلامات في سجلات التقدم والريادة، ومن هذه الشخصيات صانع العلامة التجارية الأشهر في مصر والعرب وهي "كولونيا 555".
"كولونيا 555" هي ماركة مصرية أصيلة وشهيرة وله قيمة وسحر خاص لجميع المصريين والعرب، فما تجد أحد خلال العقود الأخيرة إلا واستخدمها أو كانت له ذكرى معها كحفلات الزواج والأعياد كهدايا قيمة ومميزة، والمقابلات الرسمية والخروجات الهامة وحتى اليومية والتي كانت ما تكتمل إلا بوجود زجاجة كولونيا 555.
"كولونيا 555" هي ماركة مصرية أصيلة وشهيرة وله قيمة وسحر خاص لجميع المصريين والعرب، فما تجد أحد خلال العقود الأخيرة إلا واستخدمها أو كانت له ذكرى معها كحفلات الزواج والأعياد كهدايا قيمة ومميزة، والمقابلات الرسمية والخروجات الهامة وحتى اليومية والتي كانت ما تكتمل إلا بوجود زجاجة كولونيا 555.
و هنا سوف نبرز أهم محطات حياته ونجاحاته و نعرف قصته :
لنعرف القصة من البداية ، ولد حمزة الشبراويشي في قرية (شبراويش)، و لم يكن لديه شيئاً سوى موهبته الفريدة فى صنع أسنسات العطور، و فى البداية استقر فى منطقة الحسين و افتتح محلاً صغيراً لبيع العطور التى يصنعها بيديه، نال شهرة وحقق النجاح سريعا فافتتح فرعاً فى الموسكي ثم وسط البلد، ثم قرر أن يتحول معمله الصغير إلى مصنع.
فاشترى قطعة أرض صغيرة فى دار السلام و كلما توافر لديه بعض المال كان يشتري قطعة مجاورة لتوسعة المصنع، وكان يزرع بنفسه الليمون الذى يستخدمه فى تصنيع الكولونيا، و كان الملك فاروق -ملك مصر- يقدم سنوياً جائزة لأفضل حديقة منزل، و كان منزله فى المعادي بقطعة أرض حوالي فدان تفوز بالجائزة كل عام.
وكان فى عيد الأم يقيم نافورة فى أرض المعارض بالجزيرة تضخ الكولونيا طوال اليوم، وأصبحت منتجات الشبراويشي جزءاً هاماً و ثابتاً فى حياة المصريين : الكولونيا وبودرة التلك و مستحضرات التجميل.
![]() |
كولونيا555 |
قرار التأميم لكولونيا 555
فى كل مرة كانت توضع أمام عبد الناصر قوائم بأسماء ستخضع لقرار التأميم كان ناصر يشطب على اسم حمزة الشبراويشي و يستبعده عن قرارات التأميم، إيماناً منه بأن الشبراويشى رجل عصامي و ليس إقطاعياً، و يمثل مصر بصناعة وطنية.كانت منتجات الشبراويشي فى كل بلد عربي، فى مصر تحمل اسم 555 وفى السعودية تحمل اسم ( سعود)، و فى السودان تحمل صورة مطربهم الأشهر عبد الكريم كرومة، فى مصر أيضا كانت أم كلثوم بطلة إعلانات منتجات الشبراويشي فى الصحف، و عندما اقترضت مصر من أجل بناء السد العالي، كان يتم سداد جزء من هذه القروض فى شكل عيني ( ثلاجات إيديال، منسوجات قطنية، أثاث دمياطى) و كانت كولونيا 555 تحتل موقعا مهما فى هذه القائمة. من جهة أخرى كان ناصر زبوناً محباً لمنتجات الشبراويشى ، فكان قراره صارماً، لن نؤمم الشبراويشي، لكن ترى ما الذي جعل ناصر يتراجع عن قراره ؟
لم يكن حمزة الشبراويشي مهتماً بالسياسة، و رفض كل العروض المغرية التي عرضت عليه لشراء مصنعه، كان "عبود باشا" يطارده ليل نهار لشراء المصنع، لكنه كان يرفض البيع متمسكاً بصناعته و تجارته.
و في نهاية عام 1965 أصيب حمزة الشبراويشى بجلطة، و سافر إلى سويسرا لتلقي العلاج، لم يكن يعرف أن ناصر كان يستبعده طوال الوقت من قرارات التأميم، لو كان يعلم ما خاف أن يرجع، كان يتابع من سويسرا أخبار الأذى الذى يتعرض له أصحاب بعض الصناعات، فقرر أن تكون العودة إلى بيروت بعد ان تم الشفاء.
و في نهاية عام 1965 أصيب حمزة الشبراويشى بجلطة، و سافر إلى سويسرا لتلقي العلاج، لم يكن يعرف أن ناصر كان يستبعده طوال الوقت من قرارات التأميم، لو كان يعلم ما خاف أن يرجع، كان يتابع من سويسرا أخبار الأذى الذى يتعرض له أصحاب بعض الصناعات، فقرر أن تكون العودة إلى بيروت بعد ان تم الشفاء.
و افتتح حمزة الشبراويشي فى بيروت مصنعاً صغيراً لتصنيع العطور كبداية جديدة بعيدة عن الجو العام فى مصر، استغل البعض ما حدث و كانت الوشاية مكتملة الأركان، حمزة الشبراويشى هرب من مصر إلى لبنان و سيستقر هناك بعد أن يصفى أعماله و يسحب أمواله كلها، هنا كان قرار عبد الناصر بفرض الحراسة على ممتلكات الشبراويشى، و تم عرضها للبيع، و كان المقابل الذى دفعته شركة السكر و التقطير لشراء مصنع الشبراويشى و المحلات و الاسم التجارى و المنزل و بعض الفدادين زهيداً للغاية لم يتجاوز مبلغ 165 ألف جنيه .
![]() |
جمال عبدالناصر |
أما بيت المعادي الذى حصل على كأس الملك فاروق و بعد فرض الحراسة بسنوات تحول إلى منزل للسفير الإسرائيلي منذ عام 1980 حتى رحل عن المعادي ، و اما مصنع دار السلام فهو مهجور ومغلق منذ أكثر من خمسة عشر عاماً و تحول إلى مقلب للقمامة، أما الكولونيا555 نفسها فيكن لها البعض محبة تاريخية ويعتبروها شيئاً من الماضي الجميل والبعض يقلل منها أو حتى لا يعرفها إلا سمعاً.
نرجو مشاركتها والتعليق عليها لتصل إلى أكبر شريحة من القراء ونثري المحتوى العربي.
المصدر/ الأهرام
موضوعات متعلقة
هل نحن مستعدون للنجاح؟
نرجو مشاركتها والتعليق عليها لتصل إلى أكبر شريحة من القراء ونثري المحتوى العربي.
المصدر/ الأهرام
موضوعات متعلقة
هل نحن مستعدون للنجاح؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق