إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية ...طريقة عملية للتخلص منها
أخبار عاجلة
تحميل ...

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

الرئيسية إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية ...طريقة عملية للتخلص منها

إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية ...طريقة عملية للتخلص منها

الادمان وطرق التخلص منه
الادمان وكيفية التخلص منه

        إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية ...طريقة عملية للتخلص منها

السؤال
الملخص:
فتاة مدمنة للأفلام الإباحية منذ سنوات، حاولت الابتعاد عنها لكنها فشلت، وتسأل: كيف أتخلص من هذا الهم؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أعمل في مجال الطب، مدمنة للأفلام الإباحية منذ (6)سنوات، وأريد الخلاص منها، حاولتُ كثيرًا أن أتخلص منها لكني فشلتُ!

وصلتُ إلى حال أني أستسهل المعصية، وأصبح باردةً، وأشعر أن أبواب الرحمة أُغلقتْ في وجهي، وأن الله لن يرضى عني، دعوتُ الله أن يعينني على التخلص منها، لكنه لَم يستجبْ.

والداي أصحاب دينٍ وصلاة، وأنا أقوم بهذه المعاصي

فساعدوني لكي أتخلص من هذا الهم.. فرج الله كربكم

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بُنيتي الفاضلة، دعيني أبدأ معكِ من عِبارتكِ التي استوقفتني للحظات: "دعوتُ الله أن يعينني على التخلص منها، لكنه لَم يستجبْ"!

فما قدر الإعانة التي تنتظرينها من ربكِ حتى تُقري بتلك الإعانة؟!

هل لي أن أضعَ إصبعي في النار وأنا أتوسل إلى الله أن يحفظني من النار وهو قادر سبحانه، وأرجوه أن يقيني حرارتها؟ ثم إذا احترق إصبعي وذاب عنه الجلد، وبلغ الألم مني مَبْلَغه، فهل لي أن أبكي وأتساءل: لِم لَم يستجب الله لي وقد رجوتُه بكل السبُل، وتوجَّهتُ إليه بدعائي، واستعنتُ به على ألَم تلك النار، فلم يُعنِّي ولم يصرفها عني؟

ليس لي، ولو كان لكلِّ مَن يرجو الله ويطلب الإعانة دون التحرك ومجاهدة النفس والأخذ بكل الأسباب التي تمنع المعصية - لو كان له ما يُريد بمجرد أنه يدعو الله، لفقَد الابتلاء معناه، ولادَّعى كل العُصاة أنهم يدعون الله أن يَصرفَ عنهم المعصية، لكنه لم يستَجِبْ! ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].

بُنيتي، نحن نسعى جاهدين لحل مشكلات الدنيا التي تُواجهنا؛ كالدراسة، أو السعي على الرزق، أو بذل كافة الجهود لإصلاح مسكننا، وتوفير سُبل الراحة لنا ولذوينا، ثم نقف عاجزين عن حل مشكلات الدين، أو الخروج من المعصية؛ بحجة أننا ننتظر الفرَج مِن الله وهو بيده الهداية، وهذا حق، ولكن الله تعالى جعلنا مُخيَّرين لا مُسيرين في أمور وأعمال سوف نستحق بها الجنة أو النار، نسأل الله العافية.

لَم أجِدْ في الأشياء التي قمتِ بها لحل المشكلة شيئًا، فكيف تودين أن يُعينكِ الله على أمرٍ لم تبذلي له سُبل التخلُّص، ولم تجاهدي نفسكِ فيه، ولم تأخذي بذمام الأمور ولم تحمليها على محمل الجد والقوة؟

     التركيز على الحل هو الأولى

إنَّ تركيزك الأعوام الستة الماضية كان على المشكلة، ولم يكنْ على طرُق حلها، فكانت الفِكرة المطروحة سلبية إلى حدٍّ يصعُب معه التخلُّص منها، كانتْ تدور حول المعصية، وتركزها في عقلك الباطن، بدلًا مِن أن تطرديها بعيدًا أو تعملي على تجاهل الرغبة بها، وهذا مِن أكثر ما يوصد الأبواب أمام حل المشكلات، وكان يحسُن بكِ أن تُركزي على ما يُعينكِ على تجنُّب ذلك بشغل النفس عن المعصية، والأخذ بالأسباب العمَلية التي تُعين على تركها؛ كإطالة فترات العمل، والتعامل مع المرضى والتقرُّب إليهم، وشغل ما تبقى مِن وقت بالالتحاق بندوات تتعلق بمجال عملكِ، أو في مجالات علمية أخرى، أو الالتحاق بدور تحفيظ القرآن لو كان ما تكسبينه منها التعرف إلى أخوات يحفَظْنَ كتاب الله، يأمرنكِ بمعروفٍ، وينهينكِ عن منكر، وترين في وجوههنَّ إشراقة الطاعة وجمال الهداية لكفى، أو الخروج للتنَزُّه مع الأصدقاء في الهواء الطلق بشكل دوريٍّ، أو الالتحاق بمعاهد التدريب البدنية "Gym"، أو غيرها من الأمور التي لن تعجزي أن تجدينها إن عزمتِ على ذلك.

أيتها الطبيبة الصغيرة، إنْ بقيتُ أذكِّركِ بخطورة المعصية وأثرها على العاصي في الدنيا والآخرة لَمَا استفدتِ بأمور تعلمين الكثير منها، ولو أخبرتكِ بأنه لا بد لكِ أن تتركي ما تقترفين لضرره عليكِ بدنيًّا ونفسيًّا لما أتيت بجديد؛ فالكتب والمواقع قد أوفت وكفت، وما أيسر الاطلاع عليها، لكن التصرف العملي هو الحل الأوحد في حالة يحسب المرء فيها نفسه عاجزًا عن اتخاذ قرار قد يكون فيه الخلاص من جُلِّ مصيبته، فماذا لو أشرتُ عليكِ بقطع خدمة الإنترنت عن بيتكم والتخلص من القنوات السيئة على التلفاز بحذفها نهائيًّا؟ وأيضًا تغيير هاتفك الذكي بهاتف عادي؟

هل أنتِ مستعدة لإنقاذ نفسكِ من كارثة توشك أن تقضي على كل جميل فيكِ، وتذهب بما تبقى لديكِ من إيمان؟

بالطبع لا أقبل أن تفضحي نفسكِ، لكن أخبِري أمكِ أن الإنترنت شديد الخطر عليكم، وتخلصي منه ومن كل سبيل قد يُعيدكِ إلى مقارفة المعصية، وإن شئتِ اطلبي منها أن تضع كلمة سرية على الإنترنت إن احتاجتْ إليه، فما أحوجنا لإكراه النفس على أمور قد تكون شاقةً على النفس في زمن تزمجر فيه أعاصير الفتن، وتتفجر فيه براكين الفسوق، وتتلاطم أمواج الفجور، وانتظري حتى تُشفَى نفسكِ، ويطْهُر قلبكِ، وتقوى عزيمتكِ، ويشتد إيمانكِ، وتستعيدي عافيتكِ، ثم اسمحي تدريجيًّا باستعادة ما يصعُب الاستمرار بدونه مِن وسائلَ خدمية، ليس مِن اليسير الاستِغناء عنها.

وأخيرًا:

لا أرى عيبًا في أن تسعى المرأة للحصول على زوج صالحٍ، وتُخبر صديقاتها وقريباتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بذلك، وتقبل مَن يتقدَّم للزواج منها مِن الرجال الصالحين، ولو لم يكن لديه مِن المادة ما يُبشرها بحياةٍ رغيدةٍ وعيشةٍ هنيئة، لتعفَّ نفسها عما حرَّم الله، وتمنعها من الانزِلاق في بئر المعصية الضحل، والغرق في بحورها المُظلِمة.

قال بعضُ السَّلف: "ما من عبدٍ إلاَّ وله عينان في وجهه، يُبصِر بهما أمرَ الدُّنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمرَ الآخِرة، فإذا أراد اللهُ بعبدٍ خيرًا، فَتح عينَيْه اللَّتيْن في قلبه، فأبصرَ بهما من اللَّذَّة والنَّعيم ما لا خطَر له؛ مما وعدَ به مَن لا أصْدَقَ منه حديثًا، وإذا أراد به غير ذلك، تركَه على ما هو عليه، ثم قرأ: ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]".

وأختم بآية قرآنية طيبة فيها كلُّ البُشرى لمن يظن أنه قد أُوصدت في وجهه أبواب الرحمة، وقطع عنه طريق التوبة: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].

طهَّر الله قلبَكِ مِن كلِّ سوء، وأنارَه بنور الطاعة، وصرَف عنه رِجْز الشيطان، وأعانكِ على شرِّ نفسكِ

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف