![]() |
حروب الجيل الرابع |
ما هي حروب الجيل الرابع (Fourth-Generation Warfare)
أشارت وسائل الإعلام والبرامج التليفزيونية المختلفة خلال الفترات الأخيرة بالحديث عن ذكر مصطلح "حروب الجيل الرابع" وتناولتها الصحف حتى أصبح من أشهر المصطلحات الحديثة تناولاً وتداولاً، وخاصة بعد أن أشار اليها الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطاباته، مما دعاني الى أن نوضح بشئ من الايجاز أهم المعالم الأساسية لهذا المصطلح كعادتنا في موقعكم "كاتب مستقل" لتوضيح المعارف والمصطلحات ونشر الوعي العربي.
بداية يجب أن نعرف أجيال الحروب الحديثة وقد وضحها المحلل الأمريكي "ويليام ليند" وقسمهم الى أربعة أقسام كالتالي:
- حروب الجيل الأول- Conventional War:
وهي الحرب التقليدية والتي تكون بين جيشين لدولتين و فى أرض معركة محددة، وهي حروب الفترة من عام 1648 حتى 1860م.
- حروب الجيل الثانى- Guerilla War:
حدثت مع الجيش الفرنسى قبل و بعد الحرب العالمية الأولى بين الأطراف المتنازعة – شبيهة بحرب الجيل الأول لكن تم أستخدام النيران و الدبابات و الطائرات بين الأطراف المتنازعة.
- حروب الجيل الثالث -Preventive War:
وحدثت فى الجيش الألماني، و هي الحرب وراء خطوط العدو ( الحرب العالمية الثانية)، و عرفها بعض المحللين العسكريين بالحروب الوقائية أو الأستباقية، و تميزت بالمرونة و السرعة فى الحركة (ومن أمثلتها أيضاً غزو أمريكا للعراق).
أستخدمت لأول مرة عام 1989م من قِبل محللين أمريكيين وهي حرب طورت من قبل الجيش الأمريكي.
وعرفها د. ماكس ج مانوارينج Dr. Max G. Manwaring - " هى الحرب التي تقوم لافشال الدولة و زعزعة استقرارها ثم فرض واقع جديد" ومن هذا التعريف يتضح أنها:
- حرب طويلة المدى، يتم استهداف القطاعات المدنية للدولة.
- وهي حرب غير متماثلة، و توقع الدولة بالإكراه على قبول ما يريده العدو، حيث تستخدم تنظيمات مدربة لضرب مصالح الدول الأخري وتهديدها ونشر الفوضى وعدم الاستقرار.
والهدف من حروب الجيل الرابع:
- ليست لتحطيم مؤسسة عسكرية و لكن لإنهاكها و تآكلها ببطء، وفي النهاية نرغم العدو على مانريده.
- الحرب هى الإكراه سواء قاتلة أو غير قاتلة.
- الدولة الفاشلة: ليست حدث إنما عملية تحدث بخطوات يتم تنفيذها ببطء شديد، بإستخدام مواطني دولة العدو فيسقط عدوك ميتاً فجأة.
- تفتيت مؤسسات الدولة بالكامل.
- فرض واقع جديد على الأرض لخدمة مصالح العدو.
- تحقيق نفس أهداف الحروب التقليدية ولكن بوسائل حديثة وغير مستننزفة للجنود والعتاد.
- تجنب مشكلات مابعد الحروب التقليدية مثل الروح العدائية ضد الدولة المعتدية.
- الإنهاك و التآكل ببطء و ثبات يؤدي الى إرغام العدو على تنفيذ إرادتك.
سمات وخصائص حروب الجيل الرابع :
- ليست نمطية كحروب الأجيال السابقة ( شكل الصراع أتغير من استخدام القوة الصلبة البحتة ).
- تعتمد على التقدم التكنولوجي.
- تستخدم القوة الذكية ( أسلحة ذهنية ) Smart Power.
- تحويل الدولة المستهدفة من حالة الدولة الثابتة الى الحالة الهشة.
- تتسم بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب و السياسة و العسكريين و المدنيين.
- عدم وجود تسلسل هرمى ( لانعرف ما هو الهيكل التنظيمى لها، ولا توجد أى أدلة نعرف منها من هو العدو).
- تعتمد على مجموعات قتالية صغيرة، وتنظيمات مدربة مثل ( داعش – بيت المقدس و غيرهم ).
- تعتمد على شبكة صغيرة من الإتصالات و الدعم المالي( لكن لا نستطيع معرفة مصدر الدعم المالي لهذه الشبكة).
أساليب حروب الجيل الرابع:
- التظاهرات بحجة السلمية – ثم الإعتداء على المنشآت العامة و الخاصة ( بداية المظاهرات يكون الناس متعاطفين مع المطالب لكنها تتحول الى العنف ).
- التمويل الغير مباشر لإنشاء قاعدة إرهابية بحجج دينية و عرقية أو مطالب تاريخية .
- تستخدم الحرب النفسية المتطورة و من خلال الإعلام وشبكات الإنترنت و التلاعب النفسى و إستخدام محطات فضائية تكذب و تقوم بتزوير الصور و الحقائق ( تمويل المحطات أو الأعلاميين أو أصحاب المحطات و صفحات التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر.. ).
- إختراق و تجنيد التنظيمات داخل الدولة المستهدفة و العمل بإسمها .
- إستخدام تكتيكات حرب العصابات و عمل تفجيرات ممولة بطريق مباشر أو غير مباشر.
- التمرد للأقليات العرقية أو الدينية و ضرب طبقات المجتمع بعضها ببعض.
- إستخدام كل الضغوط المتاحة سياسي / إقتصادي / إجتماعي.
- إستخدام منظمات المجتمع المدني و المعارضة و العمليات الإستخبارية.
- إستخدام العملاء و الخونة فى الدولة المخترقة و تسليط الأضواء عليهم و منحهم الجوائز العالمية كنوبل.
- الجوائز العالمية بتعطى حصانة للشخص الحاصل عليها و يكون من السهل أن يتحرك داخل المجتمعات و تعطي له أيضاً وضع أدبي واجتماعي .
الحروب المثالية للجيل الرابع تبدأ ولا يشعر بها أحد – و تستخدم القوة الذكية التى تعتمد على التنوع الكبير و الاستخدام الذكي للقوى و الناعمة حتى تسقط الدولة ميتة.
القوة الناعمة Soft Power :
- لا تستخدم تكاليف كثيرة حدثت ايام جورج بوش.
- معهد بروكينجز Brookings Institute.
- جوزيف صموئيل ناى Joseoh S. Nye ( أشتهر بمصطلح القوة الناعمة و القوة الذكية ) فى عهد باراك أوباما .
- هدفها : الحصول على ماتريد عن طريق الجاذبية و ليس الإرغام .
- قدرة أمة معينة على التأثير فى أمم أخرى و توجيه أختياراتها العامة.
- هى نفس أهداف القوى الثابتة – فهى تهدف الى زعزعة ثقة الناس فى طبيعة النظام القائم أو تشويه صورة القائمين عليها.
- تشجع الأنقلابات و الثورات.
آلياتها :
- المؤسسات التى تدعمها أمريكا فى العالم كله .
أمثلة :
- مشروع فولبرايت Fulbright Egypt – مشروع عمله سيناتور أمريكى يغربل العالم كله و ياخد أحسن العقول فى العالم و يوجهها الى أمريكا .
- يعمل على 160 دولة يجمع الطلبة المتفوقين و يعطيهم منحة مجانية للدراسة فى أمريكا للشريحة من 18 الى 28 سنة .
- سنتين للماجيستير .
- 30 شهر للدكتوراه .
- 12 شهر للبحث المشترك .
كل ده بيكون من غير أى تكاليف ومصروفات يدفعها الطالب
المجلس الأمريكى المصرى المشترك للتعاون العلمى و التكنولوجى :
- فوق ال 28 سنة متخرج من الجامعة و له عقل متميز أنشىء عام 1995 .
- يتم دفع أموال المشاريع بالنصف بين مصر و أمريكا .
أمثلة لنجاح و فشل هذه الحروب :
- مثل تفكك الإتحاد السوفياتي وتقسيم السودان وحركة طالبان و كوريا الشمالية وأخيراً الشرق الأوسط الجديد.
ويؤكد ذلك ما قالته هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "بأن طالبان صناعة أمريكية صنعوها منذ 20 سنة للتخلص من الإتحاد السوفيتي و لما سقط الأتحاد السوفيتى (بقوا مش عارفين يودوها فين - على حد قولها) .
ولكن لم تنجح حروب الجيل الرابع عن طريق القوة الناعمة فى أن يتخلي زعيم كوريا الشمالية " كيم جونغ أون " عن مشروعها النووي.
ومن الجدير بالذكر يعتبر الدين من أحد المصادر الهائلة للقوة الناعمة.
القوة الذكية Smart Power :
- إصلاح سوء إستخدام القوة الصلبة و إصلاح بعض إخفاقات القوة الناعمة.
- فترة تولي أوباما – جمع بين القوة الصلبة و الناعمة و استخدم كل أدواتهما – ( القوة العسكرية و الاقتصادية و الحصول على مانريد من خلال الجذب)
- علاقة دائمة و مستمرة بين القوة الأمريكية و إدارتها و مراكز البحث العلمي..
- مع إستخدام القوة الذكية ستكون الدبلوماسية الأمريكية فى طليعة السياسة الخارجية الأمريكية.
- القوة الذكية تكبر أو تصغر طبقاً للموقف الحادث.
- المزج ما بين الضدين ( حروب الجيل الرابع و القوة الذكية )
الأمثلة :
- يناير 2011 – تعاون أمريكا مع المناديين بإسقاط النظام فى مصر.
- 30 يونيو – تصريح أمريكا فى البداية أن ماحدث هو إنقلاب على الشرعية.
لابد من المزج و الرؤية بطريقتين :
- عين الطائر : أن أرى الأحداث من إرتفاع عالى .
- عين النملة : أن أدقق فى كل تفاصيل الأحداث .
*الإتفاق على هدف مرحلى – لايعنى أننا هنكمل إتفاق للمرحلة النهائية .
الشعب المصرى به عيوب كثيرة و خطيرة – لكنه قادر على الإبتكار و القدرة على الصمود و التصدى و عمل ثورات ضد الظلم.
و هذا ما تريده أمريكا أن تشككنا فيما نتميز به ................ونذكر هنا بأن الدولتين اللاتي لم تتغير حدودهم هم ( مصر – الصين ).
القوة الذكية ( أمريكا – إيران ).
- العدوان على العراق كان فى الأول Soft Power ( إستخدام القروض و الأموال ).
- ثم التضييق و الحصار .
- ثم إستخدام القوة الصلبة .
- و كل هذا يسمى بالقوة الذكية Smart Power .
إيران – الدائرة الأقليمية :
- جعل القضية الفلسطينية قضية محورية.
- إظهار دعمها لحركات المقاومة في الوطن العربي.
- محاولات تقديم نماذج بديلة للمشروع الأمريكي في المنطقة مثل مشروع الشرق الأوسط الإسلامى Smart Power .
- الشيعة فى العراق و البحرين و حزب الله.
- الهلال الشيعى.
فى حرب 1973 أستخدمت مصر القوة الذكية ( الحرب و السلام )
- الحرب 73 – hard قوة صلبة
- مباحثات الكيلو 101 – soft قوة ناعمة
- مفاوضات السلام – soft قوة ناعمة
- إتفاقية السلام – smart قوة ذكية
الرئيس السادات توصل لها قبل أمريكا بكثير .
أمريكا – سوريا / العراق (حروب الجيل الرابع لاتكلف الدولة المعتدية أموال كثيرة) .
المشاركة المتساوية :
- صاحب هذا المصطلح الجديد هو البيت الأبيض الأمريكى و هو يعبر عن رؤية باراك أوباما ( تم تطبيقه فى العراق ).
-إنشاء مؤسسات سياسية و أمنية مشتركة تشارك فيها مكونات المجتمع العارقى ( سنة – شيعة – أكراد ).
- سيقبلوا بنظام بشار الأسد إذا أقام نظاما يشترك فيه الحكم الحالى و المعارضة .
و هناك أيضاً مشروع ممكن أعتباره من حروب الجيل الرابع و هو EQUITAS ممول من الأتحاد الأورويى و مؤسسة Ford ( الموقع موجود على جوجل باللغة العربية )
حروب الجيل الرابع المثالية هي التي تبدأ ولايشعر ببدايتها أحد ولو شعرت الدولة الأخرى ببداية هذا النوع من الحروب – تصبح الدولة المعادية فشلت فى تنفيذها .
فيديو.... للبروفيسور ماكس مانوارينج يكشف فيه معني وأساليب وأمثلة لحروب الجيل الرابع
البروفيسور "ماكس مانوارينج" الأستاذ والباحث فى الاستراتيجية العسكرية الامريكية، الذي خدم في المخابرات العسكرية الأمريكية وفي قيادة الجيش الأمريكى.و في المحاضرة التي ألقاها في ندوة بمعهد دراسات الأمن القومى الصهيونى بمناسبة المؤتمر السنوي لأمن نصف الأرض الغربي في آب\ أغسطس 2012، يتناول أسرار حروب الجيل الرابع.
الخلاصة :
- حروب الجيل الرابع و القوة الذكية قد دخلت مجالاتها التطبيقية بصورة مباشرة فى الشرق الأوسط و الثورات العربية و فشلها فى مصر لايعني أنها ستصرف النظر عن تنفيذها.
كيفية حماية الدولة من حروب الجيل الرابع :
- اليقظة و الوعي والتعريف بالمخاطر والأهداف الخبيثة للعدو واستخدامه عناصر وأليات حديثة لفرض هيمنته على الشعوب والدول.
- التحليل العلمي للأحداث الداخلية و الأقليمية و الدولية من خلال مؤسسات قوية و متخصصة في التحليل والتصدي لمثل هذه الحروب الخبيثة والخطيرة.
- بناء القوة الناعمة الوطنية والمخلصة كالعلماء والكتاب والشعراء ... فهم حصن أمان للدولة وأيضاً نموذج جديد للقوة والنفوذ.
- إعداد القوة الصلبة- القوة العسكرية- "وأعدوا" وتنشيط والإهتمام بالبحث العلمي والصناعة الوطنية والتسليح.
- تطهير المؤسسات الإعلامية والجمعيات والمنظمات من الخونة والمتآمرين، واختيار النماذ الحقيقية للإعلاميين والمثقفين وأصحاب الرأي والخبرة في كافة المجالات.
- محاربة التطرف والمنظمات الإرهابية وإفشال خططها في إضعاف الدولة وتدمير المؤسسات.
- النمو الاقتصادي للدولة، فالفقر من أهم الدوافع لظهور التطرف والجماعات الإرهابية، فهي البيئة الخصبة لتفريخ وظهور الإرهاب والتطرف، واستغلال الأعداء للفقر كسبب ودافع لبناء الإرهاب وإثارة الثورات والاحتجاجات.
- العدالة الإجتماعية وتحقيق المساواة.
- الاهتمام بالتعليم، فهو عمود الأساس لتقدم الأمم وبناء الحضارة، وتعظيم دور المعلم وإحياء دوره وأهميته في التنمية.
هذا هو صمام الأمان لأى دولة تريد المحافظة على أمنها القومى .
- بناء القوة الناعمة الوطنية والمخلصة كالعلماء والكتاب والشعراء ... فهم حصن أمان للدولة وأيضاً نموذج جديد للقوة والنفوذ.
- إعداد القوة الصلبة- القوة العسكرية- "وأعدوا" وتنشيط والإهتمام بالبحث العلمي والصناعة الوطنية والتسليح.
- تطهير المؤسسات الإعلامية والجمعيات والمنظمات من الخونة والمتآمرين، واختيار النماذ الحقيقية للإعلاميين والمثقفين وأصحاب الرأي والخبرة في كافة المجالات.
- محاربة التطرف والمنظمات الإرهابية وإفشال خططها في إضعاف الدولة وتدمير المؤسسات.
- النمو الاقتصادي للدولة، فالفقر من أهم الدوافع لظهور التطرف والجماعات الإرهابية، فهي البيئة الخصبة لتفريخ وظهور الإرهاب والتطرف، واستغلال الأعداء للفقر كسبب ودافع لبناء الإرهاب وإثارة الثورات والاحتجاجات.
- العدالة الإجتماعية وتحقيق المساواة.
- الاهتمام بالتعليم، فهو عمود الأساس لتقدم الأمم وبناء الحضارة، وتعظيم دور المعلم وإحياء دوره وأهميته في التنمية.
هذا هو صمام الأمان لأى دولة تريد المحافظة على أمنها القومى .
المصدر/ مجلة السياسة الدولية + ويكيبيديا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق