![]() |
الزواج وأثاره الإقتصادية والإجتماعية |
أنعم
الله عزوجل علينا بنعم عظيمة وآيات جليلة تدعو الي التفكر في عجز الإنسان مهما زاد
علمه وعلا قدره على أن يحصيها ويشكرها ومن هذه النعم نعمة وسنة الزواج التي شرعها
الخالق عزوجل لعباده قال تعالي (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21.
فالزواج آية عظيمة وفوائدها جليلة دعانا الله عزوجل أن نتفكر فيها
وقد أولى الإسلام بها عناية خاصة، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم: (إنما أنا أعلمكم بالله وأخشاكم
له ولكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنَّتي فليس مني) رواه
البخاري ومسلم
.
فالآيات والأحاديث كثيرة في جانب الترغيب في الزواج وسننه وأحكامه
ولكني هنا سوف أشير الى بعض الأثار والفوائد الإقتصادية والإجتماعية التي نجنيها
من تطبيق شرع الله عز ووجل في سنة الزواج كالتالي:
1- الزواج وسيلة للغنى ولسعة العيش، قال تعالى (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاء َيُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور: 32] وهذا تأكيد على أن الزواج سبباً للغنى، وقال ابن عباس رضي الله عنهما :"رغبهم الله في التزويج، وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى" . رواه ابن جرير الطبري (17/275) من طريق علي بن أبي طلحة ، وهي طريق صحيحة معتمدة عن ابن عباس وهناك أقوال كثيرة لإبن مسعود وعمر بن الخطاب وأبوبكر وكثير من المفسرين والمحدثين تؤكد على أهمية الزواج وفضله.
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – ، عن النبي – صلى الله عليه
وآله وسلم – قال : " ثلاثة حق على الله أن يعينهم : المكاتب الذي يريد الآداء
، والمجاهد في سبيل الله ، والناكح يريد أن يستعف"، والمشاهد للواقع يرى الكثير من القصص لمن ينوي الزواج ولا يكون
ميسور الحال بل و يكون في ضيق وما أن يشرع في الزواج ويتزوج إلا ويرى أبواب
الزرق تفتح له فما أعظمها من آية.
2- أن الزواج يحمي الزوجين من الأمراض
البدنية الخبيثة (كالإيدز والسرطان والأمراض القلبية
والتناسلية وغيرها) والنفسية ويعزز الصحة والسعادة والشعور بالرضا والطمانينة، وقد اثبت الكثير من الأبحاث
العلمية الغربية ذلك، فسبحان من جعل في الزواج السكينة والمودة والحماية من الفتن
والوقوع في الفواحش.
ونشر موقع بي بي سي دراسة حديثة وخلصت على أن وجود شريك حياة للمرء يرفع نسبة سعادته
0.6 نقاط، كما أن خسارته لهذا الشريك إما بسبب الإنفصال أو الموت يقلل من نسبة
السعادة بنفس عدد النقاط، بحسب الدراسة وأن تأثير الحالة الإجتماعية أكبر من
الجوانب المادية على سعادة الإنسان.
3- تكاثر النسل وعمارة الأرض فالإسلام دين الوسطية ولذلك فلا رهبانية في الاسلام وان الزواج هو
الوسيلة الشرعية لتكاثر النسل والترابط الاسري الذي يحققه تطبيق الشريعة الاسلامية
ومن اثارها نشأة جيلاً من الشباب منتجاً ومتحملاً للمسئولية معمراً للأرض
محققاً لمبدأ الخلافة في الأرض، فالأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع وهي الأساس، والذرية
تكون عوناً لآبائهم في الحياة وتدبير شئونها وبصلاح الذرية توجد أسباب
الإنتاج والتنمية والإزدهار فالتكاثر السكاني ليس عائقاً كما يدعي القائلين وإلا
لما رأينا أكبر دولة كالصين سكاناً تغزو العالم وتحقق المكانة الإقتصادية الثانية
عالمياً وكذلك اليابان رغم قلة مواردها وزيادة سكانها.
4- الزوج السعيد هو أكثر ابداعاً وانتاجاً من الأعزب فوفق بعض الأبحاث التي تمت في أمريكا رصدت أن العلماء المتزوجين
أكثر إبداعاً وكذلك الموظفين المتزوجين بطرق شرعية هم الأكثر استقراراً وإنتاجاً
في أعمالهم فسبحان من جعل السكن والسكينة في الزواج .
5- الزواج صمام آمان للمجتمع ككل والأفراد من الوقوع في المحرمات مثل الزنا والدخول إلي عالم الإدمان
والمخدرات فقليلاً, ما نجد زوجاً مسلم يقع في مثل هذه المشاكل التي حرمها الله
وجعل الزواج حصناً للزوج ممن الوقوع في المحرمات وفساد المجتمع قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم « يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ من اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ
فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لم
يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فإنه له وِجَاءٌ) وهنا لايخفي على أحد مدي
الاضرار الصحية والتكاليف التي تتبناها الدول الغربية لعلاج المشاكل والأمراض التي
تنتج من الزنا والفواحش وادمان الخمور.
6- أن الزواج يقوي الروابط الأسرية والعلاقات البشرية وبالتالي يتآلف المجتمع ويقوي بسبب المصاهرة مما يقضي على الكثير من الصراعات والإختلافات ويعزز التعاون على البر والتقوي.
وبعد هذا الطرح السريع لبعض الجوانب المختصرة لفوائد الزواج على المستوي الإقتصادي والإجتماعي رغم عجزي عن الإلمام بكل جوانب الحكم والفوائد والأيات في هذا الأمر الذي شرعه الله لخلقه لتحقيق السكينة والرحمة والمودة ولإعمار الأرض فيجب علينا أن نفهم جيداً الحقوق والواجبات التي أوجبها لنا الشرع الحنيف لتحقيق المقاصد الشرعية من الزواج, وبالتالي السعادة وجني الفوائد والحفاظ على الإنسان وتكاثره وتنمية المجتمع وترابطه .
وأخيراً نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يعنّا على شكر نعمه
وتطبيق شرعه.
للكاتب نشرت في موقع جامعة المنح الإلكترونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق