أيهما أخطر تطرف الغلو أم تطرف التساهل؟
أخبار عاجلة
تحميل ...

السبت، 10 أكتوبر 2015

أيهما أخطر تطرف الغلو أم تطرف التساهل؟

التطرف

      أيهما أخطر تطرف الغلو أم تطرف التساهل؟

انتشرمصطلح "التطرف" كأحد المصطلحات الحديثة التي ظهرت علي الساحة الإعلامية والفكرية، رغم قدم أكثرها أو تقاربها لبعض المفاهيم القديمة في تراثنا الاسلامي، ولكن التعريف الحديث لها جعلها و كأنها وليدة العصر الحديث.

وهنا سوف نقف بعض الوقفات السريعة لهذا المصطلح حتى نبين للقارئ بعض التناقضات في فهم هذا المصطلح.
التطرف لغة: هو الوقوف في الطرف وهو ضد الإعتدال والتوسط، وعلى هذا فإنه يصدق على التساهل والتسيب كما يصدق على الغلو والتشدد. فالتطرف هو مجاوزة الحد في والقول والفعل والعمل سواء كان بالزيادة أو النقصان.
وهنا اذا تتبعنا ما يقال أو ما يكتب أو يناقش لوجدنا توجهاً عاماً يسلط الضوء علي تطرف الغلو، وإهمال الجانب الأخر من صور التطرف وهو "التفريط والتساهل". 

وصور التطرف كثيرة ولكن هنا سوف نشير الي ظاهرة التطرف الديني بشقيه التفريط والغلو.

فنجد أن هناك تناقض شديد في تناول هذه القضية الشائكة، فمثلاً تجد الإنكار علي أصحاب التدين الشديد، أصحاب اللحى الكثيفة و اللبس القصير للجلباب، ولا ترى نفس الرأي لأصحاب المياعة والرعونة، أو صاحبات الثياب الضيق أو القصير زعماً بأنها الحضارة، أو المدنية، أو الحرية.

فكيف ننكر الغلو الديني ولا ننكر التفريط الديني؟ 
 فديننا دين الوسطية والسماحة دين الأخلاق والمعاملات. فلا تنطع وتشدد في الدين ولا تسيب في التنفيذ.
وهنا يجب أن نعلم أن التفريط في التنفيذ أحياناً يكون مدخلاً لأصحاب الغلو لعدم وجود من يمنع المتساهلين فنجدهم يجعلوا من أنفسهم هم  اصحاب الوصاية علي هؤلاء المفرطين، وتكون هنا الدافع لظهور التطرف الديني وفرضه بالقوة.
فكثيراً ما أتعجب من حياة التناقض التي تعتري أصحاب الفكر والنخبة والساسة من تناولهم لظاهرة التطرف من الإهتمام بشق وترك الشق الآخر رغم أهميته وخطورته، بل وفي بعض الأحيان يكون أخطر من تطرف الغلو.
فمثلاً نجد سلعة كالخمور كيف تباع وتتعاطي في مجتمعنا رغم تحريمها في شريعتنا الإسلامية وخطرها علي الصحة والعقل معلوم وموثق بالأبحاث الغربية قبل العربية، بل وأنها سبباً مباشراً في كثير من الجرائم والكوارث التي لا تخفي علينا. فهل هذه هي الحرية المطلوبة أم أنها الحرية المغلوطة!.

فليس كل ما هو وارد من الغرب يستحق أن يناقش في مجتمعنا فضلاً أن ننفذه أو نطبقه .انني وأنا أكتب هذه الكلمات أعجز عن وصف الكثير من المواقف الهزلية والتناقضات العجيبة، والعادات السيئة التي انتشرت في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية بدعوي التقدمية والديمقرطية والحرية البغيضة، ونقد التدين بدعوي التطرف نعم ننقض التشدد في الدين والغلو، ولكن الحذر كل الحذر من المساس بمقدساتنا الإسلامية،  وسنن نبينا محمد صل الله عليه وسلم. بل والحذر من الوقوع في الإسلام نفسه بدعوي محاربة الاصولية والرجعية.

فالدين الإسلامي دين شامل كامل يصلح لكل زمان ومكان, ولذا فهو محفوظ الى قيام الساعة قال تعالي ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).ولذلك يجب أن نحدد الظاهرة تحديداً دقيقاً قبل الشروع في وضع الحلول لها وإلا ضاعت الجهود سدى وازدادت الأمور تعقيداً .

فإذا أردنا محاربة التطرف فيجب أن تكون المحاربة شاملة لشقيه الغلو والتفريط.وهنا إشارة الى بعض أصحاب الفكر الفاسد الذين تربعوا علي عرش القنوات الفضائية بزعم محاربة الأصولين والسلفين فيحاول أن يشكك في التراث الإسلامي بأكمله وكتب السنة والأئمة الأربعة، مما يعطي الفرصة لظهور فرق وجماعات للرد عليه، وتظهر بعض أنواع التطرف حتى في بعض العامة الغيورين على دينهم . 

فكيف يسمح لمثل هؤلاء بزرع الفتن علي العامة أو تضليلهم، فضلاً عن المتشددين، ونتساءل لماذا ينتشر التطرف والإرهاب؟.

وهنا أختم بسؤال أيهما أخطر تطرف الغلو، أم تطرف التفريط والتساهل؟
بقلم 
كاتب مستقل
هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


هناك تعليق واحد:

  1. التطرف اصبحت مشكلة العصر ولابد من المواجهة لكافة انواع التطرف

    ردحذف


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف