ما هي بصمتك في الحياة؟

ما هي بصمتك في الحياة؟

    ما هي بصمتك في الحياة

كل يوم يمر علينا تنقص فيه أعمارنا ونقترب من نهاية صفحاتنا في كتاب الحياة الدنيوية، لنرى نتيجة أعمالنا في الآخرة في مشهد عظيم سعيد لمن وفق في حياته، وشديد الحزن والندامة على من خسر وضاعت منه حياته. فمن أنت من هذين الصنفين وماذا تريد؟

إذا سألت كثير من الناس ما هي بصمتك في حياتك؟! سوف نتفاجئ من ردود الأفعال وحيرة الناس عند الإجابة كما لو كان هذا السؤال ضرباً من البدع أو لغزاً محيراً، رغم أن كل انسان يطمح لتحقيق الكثير من الأهداف والأمال ويحلم بالإنتصارات والفوز والمكانة والأموال والأولاد والوظيفة... وغيرها من الأمال والأهداف التي يخطط لها الناس، وغابت عنهم فكرة بسيطة وهي كيف نستغل ونحقق بحق دورنا في الحياة وما هو أثرنا الباقي بعد الممات.

قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة: 30].

فالانسان خلق لعبادة الله-عز وجل -الخالق وأمر بتعمير الأرض واستخلافها، اذن هناك دور هام وأساسي للانسان في رحلته الدنيوية وهي عمارة الأرض، ولذلك سخر الله عز وجل للانسان السماوات والأرض، فهل يتغافل الانسان عن هذا الدور؟ فحياة الانسان (الفرد الواحد) مرحلة قصيرة وسريعة ولكن رغم هذا فان لكل انسان دور وبصمة في هذه الحياة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، رواه مسلم.

    فما هي بصمتك في الحياة؟

الإجابات عن هذا السؤال كثيرة ومتعددة فكل انسان له وظيفه وهدف وكل انسان له حب وتميز في شئ لو أحسن استغلالها في خدمة نفسه والأخرين لاكمال بعضنا البعض لتعمير الأرض نفع النفس والاخرين.

فنجد من يقول بصمتي هي كتابة وتعليم العلوم للناس بتأليف الكتب ونشر العلم، وآخر بابتكار شئ يسهل للناس حياتهم ومنهم من يبني شيئا يستمر آثره للناس ومن خلفهم وغيرها الكثير من الآثار والأعمال التي تستمر آثارها بعد موت أصحابها ولكن البصمة ثابتة ومستمرة.

وهنا أحب أن أسرد بعض البصمات والآثار التي يمكن عملها وكل حسب مقدرته وما وفق إليه لئلا تذهب حياتنا هباءًا منثوراً وألا نكون أصفاراً في كتاب الحياة وسطور الزمن:

1- تعليم العلوم بكافة أشكالها وفروعها ومحاولة توثيقها بالكتابة أو بالتسجيل الصوتي والمرئي أو بأي طريقة جديدة ليستمر تدفق هذه العلوم والمعارف ما دامت الحياة، وهذه البصمة من أعظم وأنفع البصمات وأكثرها فائدة واستمراراً، فإذا تأملنا كتب التراث ككتب التفسير أو الأربعين النووية التي لا يخلو بيتاً إلا وفيه أحد هذه الكتب لعرفنا كيف أن العلم من أعظم آثار الانسان الباقية بعد موته (وعلم ينتقع به).

2- الذرية الصالحة : وهي سلسلة دائمة للانسان فالولد الصالح التقي النفي هو ذكر حسن لوالديه وأثر باق لهم ونفع مستمر لهم بالدعاء والعمل الصالح بعد موتهم من صدقات ووقف وحج وعمرة وغيرها من الأعمال الصالحة. 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :. قال رسول الله ﷺ : . إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول : أنى لي هذا ؟ . فيقال : باستغفار ولدك لك . صحيح الجامع.

3- السيرة الطيبة والذكر الحسن بحسن التعامل والأخلاق الكريمة والمعاملات التي حثت عليها تعاليم الإسلام، فإذا ذكر الكرم والتواضع دعا لك من عرفك وشهد جميل خلقك وحسن تعاملك، وهكذا في كل موقف وذكرى يتذكرك الناس بما صنعته من حسن تعاملك ورقي أخلاقك.

4- بناء المساجد والأماكن العامة النافعة كتمهيد الطرق وبناء المعاهد والمدارس وحفر الأبار وغيرها من المنافع العامة التي تخدم الناس لسنوات عديدة.

5- خدمة الناس ومساعدة الأخرين وخاصة في العمل العام والمبادرات العامة سواء بالمساعدة بالأفكار أو الأموال أو الجهد والمتابعة مثل السعي في إنهاء أوراق أو تراخيص شئ عام كوحدات صحية أو جمعيات أهلية أو مدارس وغيرها من الأمور الكثيرة التي تعم بالنفع على الجميع بل وعلى أجيال وراء أجيال ...وغيرها من أنواع المساعدات للأفراد والمجتمعات.

6- أبسط شئ هو تقديم النصح والمشورة الصادقة لكل من يطلبها.

7-المبادرات التطوعية لخدمة الناس بأي صورة من صور التطوع، مثل التطوع بالنفس في أعمال عامة كتشجير المدن أو زيارة المرضى وتقديم المساعدات والطعام للفقراء وأصحاب الأعذار وغيرها من أنواع التطوع التي انتشرت مجالاتها.

8- نشر الدعوة الإسلامية بقدر المستطاع بداية من الدعوة بالأخلاق والمعاملات نهاية الى التعليم ونشر تعاليم الإسلام والمساعدة للجمعيات المختصة بتعليم ونشر الإسلام لغير المسلمين في كثير من الدول الغير مسلمة ، أو حتى عن طريق الإنترنت باستخدام ونشر الآيات والأحاديث والتعريف بسيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم ، وتعليم من لايجيد قراءة القرآن التجويد وغيرها من الصور التي تخدم الدعوة الإسلامية بحسن خلق وصبر واحتساب الأجر.

9- رعاية الأرامل والفقراء واليتامي وهي عظيمة الأثر والأجر ودفع عنهم ذلة السؤال وضعف الحيلة.

10- عمل تطبيقات ذكية أو مواقع الكترونية أو المساعدة في نشر مواقع الكترونية هادفة تعليمية أو تنشر الدعوة الاسلامية والتعاليم الصحيحة السمحة للإسلام، أو على الأقل انشر هذه المواقع على صفحاتك الشخصية لتنتشر العلوم النافعة بين الناس.

11-ادخال السرور على الناس جميع الناس من تعرفه ومن لا تعرفه في العمل / المدرسة / الجامعات/ الطرقات /... كل مكان وأي زمان.

12-............ هذا غيض من فيض وقليل من كثير وأحب أن أذكرك أخي القارئ بأن لا تستصغر أي عمل وازرع كل يوم بذرة أو اعمل كل يوم عمل بسيط وقليل وسوف ترى النتائج العظيمة بعد وقت قليل وتستمر أثرها بعد مماتك، فلا تبخل على نفسك بالعمل القليل والدائم.

و كن رجلاً إن أتوا بعده يقولون مر و هذا الأثر

وسوف أترك لكم المجال لإضافة كل ما ترونه يصلح للإضافة بفكرة أو مشروع أو هدف يكون أثر في الحياة وبعد الممات، فلا تترددوا في كتابة التعليقات المفيدة لعل الله أن ينفعنا بها.

اللهم انا نسألك حسن العمل وحسن الجزاء وحسن الأثر وحسن الخاتمة. 

بقلم 
كاتب مستقل