قضى الاتحاد السوفيتي "سابقاً" عقوداً في رسم خرائط تفصيلية ودقيقة الملامح لمدن وشوارع المملكة المتحدة، في تصور لما ستبدو عليه بريطانيا كما لو أنهم يفكرون في استغلال هذه الخرائط في عملية غزو محتملة، لكن ذلك لم يحدث.
برغم ذلك، فإن الخرائط التي عرفت بـ "الأطلس الأحمر-THE RED ATLAS" جاءت مفصلة جداً، وقد نتجت عن عمل قام به 40 من الجواسيس السوفيت، الذين تم تفريغهم لهذه المهمة، انتشروا في أكثر من مائة مدينة وبلدة في  المملكة المتحدة.
واستطاع الجواسيس رسم خرائط غير عادية، توضح كل شيء من المرافق المحلية، بما في ذلك مكاتب البريد والمتاحف والحدائق العامة.
هذه المجموعة التي لا تصدق من "الأطلس الأحمر"، بعضها كان يتضمن كتابة أسماء الأماكن في كينت وإسيكس عن طريق الأبجدية البولندية، والبعض يظهر مدناً أخرى وقد كتبت الأسماء بالأبجدية الروسية.

تاريخ الخرائط

وتعود هذه الخرائط بشكل عام إلى الفترة ما قبل 1985، وتم الكشف عن هذه المجموعات بواسطة "جون ديفيز" و"إلكسندر جي كنت" في كتابهما "الأطلس الأحمر: كيف رسم الاتحاد السوفيتي العالم سرا"، الصادر عن جامعة شيكاغو.
وقد قضى الكاتبان 15 سنة في هذا العمل المضني، بحثاً عن هذه الخرائط وتمحيصها ومقارنتها بالخرائط على الواقع، ليكشفا عن عمل مذهل فعلياً.

      قوة المعرفة

وقال ديفيز لصحيفة ميل أونلاين البريطانية: "لا شك أن المعرفة قوة.. كانوا يعتقدون أن العالم كله سوف يصبح شيوعياً.. وأنهم سوف يحكمونه".
وأضاف: "إذا كان في حوزتك واحدة من هذه الخرائط فسوف تتعرف على تفاصيل دقيقة جداً".
وأوضح أن المشروع بدأ في عهد ستالين، وامتد بكامل قوته إلى عصر نيكيتا خروتشوف الذي حكم في الفترة من 1955 إلى 1964.

      سر "الأطلس الأحمر" لا يزال غامضاً

ولا يزال الخبراء غير متأكدين إلى الآن من كيفية تمكن رسامي الخرائط من استخلاص الكثير من التفاصيل الدقيقة، بما في ذلك تضمين كافة المرافق المدنية مثل مكاتب البريد والمتاحف التي وضعت على الخريطة.
ويعتقد بأن بعض الصور كانت جوية عبر الأقمار الاصطناعية كالقمر "زينيت"، لأنها تفتقد لأسماء الشوارع ومن ثم تم رسمها كخرائط أو تركها كما هي.
المصدر/ العربية. نت