 |
| أحمد المسلماني |
تمر الأيام والسنون.. تتوالى العقود والقرون.. ثمّة حقيقة خالدة لا تتغيّر: العِلم سيّد التاريخ.
(1)
إن الطريق الوحيد فى عام 2017، وفى كل عام.. هو
طريق العِلم.. ومن يتأمل حركة العلم فى العالم.. سوف يُذهل من تلك المسافات
الضوئية التى يقطعها العلم والتكنولوجيا كل يوم.
وفى تقديرى.. فإن كل إنسان يحتاج لأن يبدأ نهاره
بقراءة أخبار وكالة ناسا وعموم أخبار الفضاء.. ليدرك أين هو من العالم..
وأين العالم اليوم مما كان عليه أمس. ومثلما يحتاج السياسى أن يطالع خريطة
العالم كل صباح.. يحتاج كل البشر أن يطالعوا أخبار العلم فى الساعات الأولى
من كل يوم ليدركوا حقائق الدنيا التى تتطور فى كل فيمتو ثانية.
(2)
إن واحداً من مجالات الدهشة فى تطورات العلم
المعاصر.. هو تلك القفزات التكنولوجية فى مجال صناعة الطائرات بدون طيار.
لقد وصلت تلك القفزات إلى حدّ الترفيه والتسلية.. وقضاء الأشياء العادية
المتعلقة بالمعيشة اليومية.. وتنشر الصحف باستمرار أخبار وصور مطاعم
البيتزا فى نيويورك والهند التى تستخدم الطائرات بدون طيار لنقل فطائر
البيتزا إلى المنازل.
كما تنشر الصحف استخدامات اللجنة الدولية للصليب
الأحمر للطائرات بدون طيار لإيصال الأدوية ومتابعة اللاجئين، وكذلك استخدام
وزارة الصحة فى دولة رواندا الأفريقية للطائرات بدون طيار لدعم العمل
الصحى فى المستشفيات النائية.. وبتكلفةٍ تقل عن تكلفة استخدام الدراجات
البخاريّة!
(3)
ثمّة شركات تقدّم خدمات الطائرات بدون طيار مع
دقةٍ هائلةٍ فى الهبوط والتوصيل، وثمّة شركات باتتْ تتفادى الهبوط لعدم
الاصطدام بالأشخاص المحيطين.. حيث تقوم بإنزال البضائع وتغادر دون الهبوط.
وتتنافس شركات «أمازون» و«دى إتش إل» و«سنغافورة بوست» على تقديم أفضل
الخدمات لجذب المستهلكين.
ثم كانت المفاجأة التى تحدَّثت عنها شركة أمازون
بشأن المرحلة المقبلة فى عالم النقل عبْر الطائرات بدون طيار: إنشاء مخازن
فى السماء!
(4)
فى تقرير رائع لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)..
نشر محررها العلمى تفاصيل خطط شركة أمازون بشأن مخازن السماء. وحسب التقرير
فإن الشركة تخطط لإنشاء مثلث جوّى على النحو التالى: مخازن طائرة وطائرات
بدون طيار وبالونات جويّة صغيرة لنقل الطائرات والعمال والبضائع.. من الأرض
إلى المخازن الجويّة!
ستكون هناك بالونات ضخمة تحمل المخازن الجويّة،
وبالونات صغيرة تنقل منها وإليها.. وستكون هناك سيارات دعم لإعادة تخزين
البضائع الطائرة!
إنها أفكارٌ مثيرةٌ للغاية بشأن مستقبل النقل
والتسوق، ذلك أن الطائرات بدون طيار تقطع مسافات أطول، ووقتاً أطول مما
تريد شركة أمازون أن تصل إليه.
وعليه.. فإنّه فى الحالات التى توجد فيها مناسبات
وأحداث استهلاكية كبرى.. سيتم اللجوء إلى المخازن التى فى السماء.. وسيجرى
تزويد المخازن بالبضائع باستمرار.. وتعمل الطائرات بدون طيار من المخازن
الجوية إلى ميادين الاحتفالات أو ملاعب كرة القدم أو الأماكن السياحية
والدينية.. بالسرعة المطلوبة!
(5)
هكذا يمضى العالم 2017.. إلى جديدٍ كل يوم.. وإلى
منافساتٍ لا تنتهى فى الإنتاج والتسويق.. وإلى إبهارٍ لا ينقطع فى الأرضِ
والبحرِ والجوّ.
العالم لا ينتظر الكسالى.. والعصر لا يحتمل البلادة.. والسباق لا يحتمل الإنتظار.. ولا يغفر التاريخ لمن يفهم متأخراً.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر
الكاتب/ أحمد المسلماني
نقلاً عن صحيفة الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق