قصة "تاجر الموت" الذي يحمل اسمه أكبر جائزة عالمية
أخبار عاجلة
تحميل ...

السبت، 10 ديسمبر 2016

الرئيسية قصة "تاجر الموت" الذي يحمل اسمه أكبر جائزة عالمية

قصة "تاجر الموت" الذي يحمل اسمه أكبر جائزة عالمية

ألفريد نوبل
ألفريد نوبل

     قصة ألفريد نوبل"تاجر الموت" الذي يحمل اسمه أكبر جائزة عالمية 

«ألفريد نوبل -Alfred Bernhard Nobel»، الذي سميت باسمه جوائز سنوية هي الأشهر والأثمن في مجالات مُختلفة، توفي قبل 120 عامًا، في مثل هذا اليوم من عام 1896، عن عُمر 63 عامًا، إذ كان قد وُلد في 21 أكتوبر 1833.
ألفريد هو الإبن الرابع من بين ثمانية أبناء لكل من عمانوئيل و كارولين نوبل. وكان ألفريد كثير المرض عندما كان طفلًا، لكنه كان دائما نشطًا وفضوليًا بشأن العالم من حوله. وعلى الرغم من والده أنه كان مهندسًا ماهرًا ومخترعًا مميزًا، إلا إنه ناضل لإقامة مشروع تجاري مربح له في السويد إلا أنه فشل واضطر للإرتحال بحثاً عن الربح.
ارتحل والد ألفريد وأخذ عائلته إلى فنلندا ثم إلى روسيا خلال سنوات ألفريد المبكرة؛ بسبب طبيعة التعاملات التجارية، فعندما كان ألفريد في الرابعة من عمره، انتقل والده إلى سان بطرسبرج الروسية بعد قبوله وظيفة تصنيع المتفجرات، لتلحق به العائلة في عام 1842. ونتيجة الثراء الذي بدأ يصيب العائلة، تعلم ألفريد على أيدي أساتذة خصوصيين في روسيا، ليتقن بسرعة الكيمياء.

     أتقن ألفريد نوبل خمس لغات

 من علامات نبوغه في صغره, فقد أتقن ألفريد نوبل وتحدث بطلاقة اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية وكذلك لغته الأم، السويدية وكان مهتماً بالأدب والشعر.
وتسبب التعليم الخاص الذي منح له ولإخوته، وكذلك عمل والده، في اشتعال عاطفته تجاه علوم الكيمياء والفيزياء؛ مما دفعه إلى الدراسة ليصبح مهندسًا كيميائيًا.
غادر ألفريد روسيا في سن الـ18. وبعد أن قضى سنة في باريس لدراسة الكيمياء، انتقل إلى الولايات المتحدة. بعد خمس سنوات، عاد إلى روسيا وبدأ العمل في مصنع والده لصنع المعدات العسكرية لحرب القرم, في عام 1859، وبعد نهاية الحرب، أفلست الشركة؛ فانتقلت العائلة عائدة إلى السويد، وسرعان ما بدأ ألفريد تجاربه مع المتفجرات.

     اختراعات ألفريد نوبل

ونتيجة لدراسات ألفريد وأعمال العائلة فقد ساهمت هذه الدراسات في الاتجاه نحو الاهتمام بتطوير «النيتروجلسرين»، كاخترع يستخدم كمتفجرات في الأعمال التجارية، مثل حفر المناجم وغيرها. كان نوبل دائمًا مهتمًا جدًا بمجال المتفجرات والديناميت. وبعد دراساته، تمكن من اختراع أداة التفجير عام 1863. وفي عام 1865، قام بتصميم غطاء التفجير.
لكن تجارب نوبل على هذه المتفجرات أثبتت خطورتها، وأدت إلى قتل عدة أشخاص، ومع ذلك، قال إنه ثابر حتى اخترع الديناميت وجهاز التفجير الملحق به في عام 1866. وأدى هذا الاختراع إلى جعل ألفريد رجلًا صناعيًا ناجحًا يملك مصانع عديدة في أكثر من 20 بلدًا مختلفًا.

     تاجر الموت ومقتل شقيقه الأصغر

ونتيجة لإهتماماته واختراعاته في مجال المتفجرات، أطلقت عليه الصحافة اسم «تاجر الموت» وملك المتفجرات. ففي سبتمبر (أيلول) 1864، انفجرت المقصورة التي كان يستخدمها لإعداد النتروجليسرين في المصنع؛ مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم شقيق نوبل الأصغر، «إميل». وتأثر ألفريد بشكل كبير بسبب الحادث؛ وهو ما جعله يصر على تطوير مادة متفجرة أكثر أمنًا.
وللتوضيح، ففي وقت ألفريد نوبل اكتشفت النيتروجلسرين (اكتشفها الكيميائي الإيطالي أسكانيو سوبريرو) واستخدمت وكانت البداية لصناعة المفرقعات، لكن مشكلة هذه المادة أنها سائلة وغير مستقرة؛ مما تؤدي لكثير من المشاكل عند نقلها وقبل استخدامها وخطورتها الشديدة لأنها تنفجر عند تعرضها لاقل درجات الضغط او الحرارة. لكن ألفريد، بتمكنه من اختراع الديناميت، يكون قد قدم مادة مشتقة من النيتروجلسرين، لكنه أكثر سهولة وأمانًا عند حملها ونقلها.

     محاولات تحسين لقبه بتاجر الموت

بسبب الحملات الصحفية التي اتهمته بملك المتفجرات قرر أن يدشن حملة إعلامية لتحسين صورته وتبرئة ساحته من تلك التهم. فصور نفسه على أنه رجل محب للسلام وأنه حينما اخترع الديناميت كان يرى فيه الأمل لرخاء البشرية عن طريق حفر المناجم واستخراج كنوز الأرض، إضافة إلى حفر الأنفاق وشق القنوات والطرق التي سهلت عمليات التواصل والتبادل التجاري بين الأمم. لكن الكثير من الناس لم ينسوا أن ألفريد ووالده وجميع أفراد أسرته لم يكوّنوا ثرواتهم الطائلة إلا من خلال بناء المصانع التي أبرمت الصفقات والعقود مع الجيوش ومصانع الأسلحة لبيعهم مختلف أنواع المتفجرات.

    عاش وحيداً

لم يتزوج ألفريد نوبل وعاش وحيداً وعليلاً يغلب عليه الخجل. وحينما بلغ الثالثة والأربعين وأحس بتقدمه في السن نشر إعلانا في أحد الجرائد يقول: "رجل ثري عالي الثقافة متقدم في السن يبحث عن سيدة ناضجة تجيد اللغات لتعمل معه سكرتيرة ومشرفة منزل". فتقدمت له الكونتيسة النمساوية بيرثا كينسكي  التي عملت معه لفترة قصيرة ثم تركته لتتزوج من الكونت آرثر فون ستنر . لكن نوبل استمر يتراسل مع بيرثا ولم تنقطع صلتهما.

 وبمرور السنين تحولت بيرثا لتصبح من أشهر دعاة السلام في العالم وأكبر المعارضين للحروب وسباق التسلح. وفي حواراته المستمرة معها كتب لها مرة يؤكد على أهمية الردع في درء أخطار الحروب ويقول لها: "قد تكون مصانعي أقدر من برلماناتكم على إنهاء الحروب، ففي اليوم الذي يستطيع فيه جيشان متقابلان الحصول على ما يقضي به أحدهما على الآخر في لحظة عين فإن الأمم المتحضرة حينها سوف تتراجع أمام هذا الرعب المفزع وتقرر تسريح جيوشها". وقد تأثر نوبل بأفكار بيرثا وربما أن هذا من الأسباب التي شجعته على التفكير في جائزته للسلام التي قُدّر لبيرثا أن تفوز بها بعد موته بتسع سنوات على كتابها "القُوا أسلحتكم" Lay Down Your Arms.

    وفاة ألفريد نوبل وقراره الأخير

توفي نوبل في 1896 بعدما سجل باسمه ما لا يقل عن 355 براءة اختراع. والكثير من الشركات التي أسسها أصبحت مؤسسات صناعية عملاقة تلعب دورا مؤثرا في الإقتصاد العالمي منها: Imperial Chemical Industries (ICI) في بريطانيا وSocietie Central de Dynamite في فرنسا وDyno Indudtries في هولندا.

وفي آخر أيامه كان قد قرر أن يهب بعض ثروته لكل من يساهم في إسعاد الإنسانية وتحقيق السلام العالمي، وأن يؤسس ما أصبح يسمى جائزة نوبل التي تعد من أقدم الجوائز العالمية وأشهرها وأكبرها قيمة، مادياً ومعنوياً.

ولتحقيق هذا الغرض أوصى قبل وفاته باستثمار 30 مليون كرونا سويدية من ثروته في مشاريع ربحية يتم من ريعها منح خمس جوائز سنوية باسمه لأكثر من أفاد البشرية في مجالات الكيمياء والفيزياء والطب والفسيولوجيا والأدب والسلام العالمي.

   جائزة السلام

 وتنص بنود وصية نوبل على أن تسلم جائزة السلام في قاعة مجلس مدينة أوسلو النرويجية (التي انبثقت منها اتفاقية أوسلو للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين). أما جوائز الطب والكيمياء والطبيعة والأدب فيتم تسليمها في صالة الإحتفالات الموسيقية في ستوكهولم التي تتسع لألف وثلاثمائة شخص بحضور العائلة الملكة السويدية وممثلو الحكومة السويدية وأعضاء البرلمان ولفيف من السياسيين والدبلوماسيين وعائلات الفائزين بالجائزة. ويشرف ملك السويد على تسليم الجائزة. وقد سلمت أول جائزة في 10 ديسمبر من عام 1901، يوم ذكرى وفاة ألفريد نوبل.
هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف