كيفية تكوين العقلية العلمية؟
أخبار عاجلة
تحميل ...

الخميس، 14 يوليو 2016

كيفية تكوين العقلية العلمية؟

التفكير العلمي
تكوين العقلية العلمية

   كيف تكون العقلية العلمية؟

كثيراً ما تخرج علينا كتب جديدة ومقالات عديدة عن أساليب التفكير وطرق التكوين العقلي والعلمي للشخصية العلمية والتفكير العلمي، وللأسف يتم نسب الكثير من هذه النظريات والطرق الى أبحاث غربية أو كتاب غربيبن، ومما لاشك فيه بأن لهم دور هام في بلورة ونشر هذه الطرق والأساليب، ولكن البعض يتناسى بأن أصول تكوين الشخصية السوية التقية، والشخصية العليمة أيضاً قد أرستها الشريعة الاسلامية والمنهج القرآني و النبوي من خلال السنة النبوية الصحيحة.


بل وقد أسست مبادئ شاملة ومتكاملة  لتحقيق سمات الشخصية الذكية، والشخصية الراقية بأفكارها، والسامية بأخلاقها، والذكية بأفعالها والرشيدة في أحكامها والنقية في ألفاظها في تناغم فريد وتكامل يربط بين الدنيا والآخرة, مما يعظم من أفعال الأشخاص لرغبتهم في كسب الأجر في الدنيا والآخرة فنفع الأخرين من أوامر الشريعة قال رسول الله صل الله عليه وسلم (أحب الناس الى الله أنفعهم للناس ).

لذلك سوف نورد أهم هذه الجوانب والأسس التي تحقق وتكون العقلية العلمية المبدعة والتفكير الصحيح:

1- حثت الشريعة الإسلامية على طلب العلم الديني والدنيوي، بل ورغبت في طلب العلم بالكثير من الآيات والسنة النبوية،  فقد وردت لفظة "العلم" ومشتقاتها في القرآن الكريم مئات المرات، "ولا غرو إذن أن يرد في القرآن المجيد ما يقارب من ثمانمائة آية تتحدث عن العلم ومشتقاته: علماء، يعلمون، تعلمون.. (الإسلام وتنمية العلم والبحث العلمي - الدكتور يوسف يعقوب السلطان.).
 ومن تعظيم العلم ورفعة درجته أن جعلت السنة النبوية  العلماء هم ورثة الأنبياء, وأن طلب العلم مستمر من المهد الى نهاية العمر، وهذه من الثوابت الأساسية والمبادئ الهامة لتكوين العقلية العلمية، وهي ترسيخ حب العلم ابتداءاً والإستمرار في طلبه حتى الممات، والحث على السعي في تحصيله بكل السبل وربطه بالثواب الأخروي لشحذ الهمم وإخلاص النيات.

2- السؤال وطلب العلم من مصادره الأصيله ومن العلماء الراسخين قال تعالى ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ). وهذه من أهم المبادئ وهي الإستعانة واللجوء الى المتخصصين في كل أمر ومسألة، واكتساب الخبرة والتعلم منهم .

3- الترغيب في نشر العلم وعدم كتمانه حيث أن زكاة العلم إنفاقه، ومنها تندمج الخبرات وتعظم الفوائد وتتراكم المعارف والعلوم لأن مناقشة الأفكار وتعليم الناس يثبت العلم ويزيد من الفهم ويفتح أبواب جديدة وآفاق متنوعة .             
4- الشك وعدم قبول الأمر إلا بعد التثبت والتأكد منه قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.   
                                               
5- مراعاة الفروق العلمية والأفهام والعقول, ولذلك حث النبي على مخاطبة كل فئة بما يناسبها قال تعالى (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا  ).
               
6- دعوة الناس في القرآن الكريم الى التأمل والبحث في سير السابقين والنظر في الخلق ونشأته وفي الآيات الكونية كالجبال والسحاب والكواكب وغيرها من الأمور التي توصل الى أسرار العلوم وتفتح طرق الكشف والبحث  قال تعالى {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ}, وضرب الأمثال لتوضيح الأمور الصعبة التي لا يستوعبها العقول بسهوله .

قال ابن أبي الدنيا: أنشدني الحُسَين بن عبد الرحمن:
نزهَة المؤمن الفكَرْ *** لذّة المؤمن العِبرْ

7- استخدام أسلوب الإقتاع وذلك باستخدام الأدلة العقلية البسيطة ومخاطبة كافة العقول كما وردت في مخاطبة الانبياء لقومهم في القرآن الكريم .

8- تجريد العقل من الجمود والمسلمات المبنية على الظن والتخمين أو التقليد والتبعية للسابقين دون وعي أو بدليل يقيني وثوابت تؤكدها .

9- دعوة الشريعة الإسلامية الى حفظ الوقت وحسن إستغلاله والمبادرة الى الاعمال الصالحة وطلب العلم وإستغلال أوقات الشباب والفراغ في كل ما من شانه يزيد الانسان . قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم ( اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَزْ)أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

10- تجنب المحرمات التي تضر الإنسان سواء في نفسه أو عقله أو بدنه كالخمول والمخدرات .

وهذا غيض من فيض وقليل من كثير، لأسس ومبادئ التكوين السليم للعقلية العلمية والتفكير الحر، وأحب أن  أذكر بأن لفظة "يتفكرون" وردت في القرآن الكريم (18 مرة), وهذا دليل واضح لمدى العناية في الشريعة الإسلامية بتكوين الفكر والدعوة الى التفكر والتأمل والبحث عن الأسرار والحكم والوصول الى الحقائق الكونية.

وأختم بقول الحسن بن الهيثم:
"سعيت دومًا نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله، ليس هناك طريقة أفضل من ذلك من البحث عن المعرفة والحقيقة".

بقلم,
كاتب مستقل .
هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف