![]() |
ثورة الفكر العربي |
ثورة الفكر العربي
أطلت علينا ظاهرة الربيع العربي بظلالها أو كما اشتهرت في عالمنا العربي, ولن نخوض في تفاصيلها العميقة ودروبها المتشعبة, التي ما زالت تعاني منها جميع الشعوب العربية, بلا استثناء, ما بين مؤيد ومعارض, وهذه التفصيلات تحتاج الى كتب ومؤلفات لتوضيح الكثير من اللبس والقضايا المتعلقة بها.ولكننا هنا نطرح ثورة حقيقية وهي ثورة الفكر العربي , التي لا تحتاج الى تـأجيل حتى لا تضيع أمتنا وسط الظلام والتضليل الذي تسيطر عليه الدول الكبري والأجندات الغربية , وحتى نلحق بسباق التقدم ولا نكون في ذيل الأمم, وننفض الغبار عن سراج أمتنا الدفين تحت ستائر التقليد الأعمى للغرب دون إجتهاد أو تفكر, ولا نرى إلا بعض الجهود الفردية التي تحاول أن تضع نفسها وسط السباق العالمي الذي لا يعترف إلا بلغة القوة في العلم والفكر والإبداع .
إننا للأسف نعاني من تراكم مشاكل عظيمة لا تقل أهمية عن المشاكل الإقتصادية
أو الإجتماعية وهي مشاكل التعليم , والثقافة, والفنون الأدبية, والفكرية, فأصبحت
معظم المدارس جدران فارغة المحتوي والجامعات خاوية المضمون العلمي والبحثي إلا في
قليل من الإستثناءات, والتعليم أصبح مشكلة في ذاته, ترهق كواهل الأسر بالأموال,
ولا ينتج عنها إلا أكوام من الشهادات والدورات الفارغة من قيمتها, والمبددة لسنين
طويلة من أعمار شبابنا وطلابنا.
وهذا ليس جلداً للذات أو إستسلاماً للضعف, ولكنه كشف للثغرات والتهديدات حتي نحددها ونسدها بما يكافئها من الحلول الصحيحة والحقيقية , فليست العبرة بالشهادات ولكن بما يتقتنه الإنسان من معارف ومهارات وقيم, وبما استفاد به من فكر وثقافة تدله على وجهته وتحميه من مفاسد الطريق .
وهذا ليس جلداً للذات أو إستسلاماً للضعف, ولكنه كشف للثغرات والتهديدات حتي نحددها ونسدها بما يكافئها من الحلول الصحيحة والحقيقية , فليست العبرة بالشهادات ولكن بما يتقتنه الإنسان من معارف ومهارات وقيم, وبما استفاد به من فكر وثقافة تدله على وجهته وتحميه من مفاسد الطريق .
ولن نحمل هذه المشاكل علي عاتق التعليم فقط, ولكنها أعظم وأشمل من دور
التعليم بمؤسساته رغم أهميتها, ولكن هناك دور الوالدين, والأسرة, ودور المجتمع , ودور أماكن العبادة, ووسائل
الاعلام, ومؤسسات المجتمع المدني, فهؤلاء جميعاً شركاء في تحصين شبابنا وحمايتهم,
وهم الأمل في إحداث ثورة حقيقية للفكر العربي , فنحن أمة إقرأ ولا تقرأ, وأمة
العمل ولا تعمل, وأمة العربية ولا تتقتنها, فتركتنا جميع مبادئنا وثوابتنا الراسخة
وسعينا وراء الغرب , فتركتنا لغتنا العربية ولهثنا وراء اللغات الأجنبية بدعوى الانفتاح علي
العالم حتي أصبحت اللغة الإنجليزية شرطاً أساسياً
لكل طالبي الوظائف والخدمات, كما لو كنا في أميركا أو أوربا.
فما الداعي لإتقان المحاسب في مصر اللغة الإنجليزية أو مندوب المشتريات أو الشئون الإدارية وغيرها إلا في شروط معينة (كشركات أجنبية أو الاستيراد والتصدير) ولكن ليس للتعميم , وفي المقابل إذا ذهبنا إلى أميركا أو أي دولة أوربية فلن تجد إلا لغتها الأم في كل حياتها وتعاملاتها إلا في حدود ضيقة جداً, وشروط خاصة كالسياحة وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى لغات أخرى.
فما الداعي لإتقان المحاسب في مصر اللغة الإنجليزية أو مندوب المشتريات أو الشئون الإدارية وغيرها إلا في شروط معينة (كشركات أجنبية أو الاستيراد والتصدير) ولكن ليس للتعميم , وفي المقابل إذا ذهبنا إلى أميركا أو أي دولة أوربية فلن تجد إلا لغتها الأم في كل حياتها وتعاملاتها إلا في حدود ضيقة جداً, وشروط خاصة كالسياحة وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى لغات أخرى.
هذا غيض من فيض لما أهملناه من قيم وثوابت وأركان هامة للأمم, فالدروس
التي يجب أن نستخلصها من فترات الثورات العربية كثيرة, فشبابنا هم أمل الأمة في إحداث
التغيير وهم القوة الحقيقية لبناء الدول والحضارات , وإذا جعلنا هدفنا هو حمايتهم
وتحصينهم بالعلوم النافعة, والتربية الصالحة, والقيم الإسلامية الصحيحة المعتدلة, وأخلصنا النية للعمل الجاد, ونهضنا بثورة حقيقية
متكاملة الأركان مترابطة الأهداف, سوف نحطم أغلال الإستعمار الفكري والأدبي والعلمي
في سنوات قليلة, ونقضي على جنود أعدائنا في تدمير أمتنا, ولكن للأسف تدمير ذاتي.
الحرب الفكرية(حروب الجيل الرابع)
فما يحدث الأن ليست معارك حربية وليست تأمين حدود وجدران, ولكن المعارك أصبحت فكرية, وعقائدية, وأدبية, وثقافية , فإذا لم نفق ونعلن ثورتنا ونرجع إلى لغتنا العربية إبتداءاً, وقمنا بإستيعاب تاريخنا الزاهر, وتعلمنا ونقحنا العلوم الغربية, فليس كل ما هو غربي يصلح لنا ,وبحثنا وأنتجنا , فالتغيير يبدأ من النفس, ويبدأ من الأصغر إلى الأكبر, ولذلك يجب أن يراجع كل ما يقدم لأطفالنا, وأن نعلن تنقية وفلترة لإعلامنا, ورموذنا، وقدواتنا، وقيمنا، وأخلاقنا.
وأخيراً يجب أن تكون هذه الثورة هي مشروعاً قومياً لكل فرد فضلاً عن
الدولة وأجهزتها, فبدون الإعتصام والتعاون وتوحيد الصفوف والأهداف, لإحداث تغيير
حقيقي ونبذ التعصب والتحزب والجماعات التي ما زادت أمتنا إلا
تفرقاً وضعفاً, أفلا نكون على قلب واحد وثورة واحدة, وتكون هناك مليونية الفكرالعربي، والأدب العربي، والعلوم العربية, والقيم العربية....! فليس مستحيلاً أن
نتغير ونتقدم .
الكاتب /
تامر
أحمد عبدالله السنباطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق