مرت الايام السابقة علي انتخابات المصريين بالخارج وسط
تساؤلات هامة تحمل في طياتها اسف لما يحدث من اهدار للمال العام المصري في عرس
انتخابي لا يستحق الا ان يطلق عليه الوهم الانتخابي الخارجي .والسؤال الذي يطرح
نفسه بقوة :كيف يختار المصريين بالخارج ممثليهم
في مجلس النواب وهو لايعرفه اساسا ولا يعرف برنامجه فهل الاختيار بالنية
الحسنة او الصورة المشرقة بالدعاية الانتخابية!وهل هذا النموذج المصري في هذه
الانتخابات البرلمانية هي بداية للديمقراطية الفعلية ام الديمقراطية الدعائية اوالوهمية!و
هل هذه التكاليف التي انفقت وخصصت لهذه الانتخابات بالخارج في المسار الصحيح
للانفاق العام وسط هذه الفترة الحرجة ام انها شكلا من اشكال الهدر المالي وسوء
الادارة ؟

انتخابات المصريين بالخارج
التساؤلات كثيرة وكلها لها وجاهتها ولكنها تحمل اجابات لها
اثر سلبي علي المصريين بالداخل والخارج .نعم للديمقراطية والمشاركة في اختيار
النواب وممثلين الشعب ذو الكفاءة والجدارة والسمعة الحسنة والالمام بمشاكل المجتمع
, ولكن يجب ان يكون المعايير واضحة والاعدادات صحيحة ومدروسة بعناية فائقة وذات
فاعلية , فليست العبرة بالدعايات الديمقراطية الشكلية والاعلامية , وانما بالتطبيق
الحقيقي الفاعل الذي ينتج شكلا جديدا
ونموذجا حقيقيا لنواب الشعب واحساسا من المجتمع باهمية هذه الانتخابات وجديتها .
فما يحدث ما هو الا هدر للموارد المالية والطاقات البشرية لما يحدث من انتخابات
بالخارج دون تخطيط حقيقي لكيفية تفعيل دور الناخب بالخارج لمعرفة من يمثله من نواب
بالداخل . فهل من الطبيعي والمنطقي ان انزل للمشاركة في انتخابات لا اعلم من هم
النواب ولا حتي لم ارهم في الغالب فضلا ان اعرف برنامجهم وسلوكهم وكفاءتهم
واستحقاقهم لهذه المهمة الخطيرة في نسيج بناء الوطن .المصريين بالخارج قوة بشرية تضم الكثير من علماء مصر
وشبابها و تتطلع الى المشاركة والادنماج في تكوين بلدنا الحبيبة مصر وهذه ابسط
حقوقهم ,ولكن لابد من ان توضع برامج مخططة
ومدروسة لادماجهم الحقيقي ووضع برامج او قنوات او اي نافذة لمعرفة من هو المرشح,
وما هي قدراته وبرامجه ,حتي تكون المشاركة علي يقين وعلي دراية وليست علي اوهام
وارقام فارغة الشكل والمضمون .مصر في مرحلة خطيرة ويجب ان تدار كافة الامور بشكل مختلف
مع طبيعة الفترة والعصر الحالي, وبفاعلية حقيقية حتي تكتسب التأييد الشعبي
والمشاركة المتكاملة من جميع المواطنين, ولكن ما يحدث ما هو الا استمرار لمسلسل
البيروقراطية السيئة, والقرارات الخاطئة والغافلة , والتخطيطات الوهمية او
الدعائية في اغلبها. فهل ان الاوان لان نستوعب الدروس ونستخلص العبر من سنوات
العجاف السابقة حتي نجني الثمرات ونضع مصر في مكانتها الحقيقية اللائقة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق