كيف نحقق التكامل العربي والإسلامي بواقعية ؟
أخبار عاجلة
تحميل ...

الأحد، 26 يونيو 2016

كيف نحقق التكامل العربي والإسلامي بواقعية ؟

التكامل العربي والإسلامي

    كيف نحقق التكامل العربي والإسلامي بواقعية ؟

كثيراً ما نسمع عن القوة العربية المشتركة, والسوق العربية المشتركة, والجامعة العربية كتنظيم والتحالفات العربية المشتركة, ولكنها غالباً ما تكون دعايات سياسية وإعلامية أو صور شكلية لفترات بسيطة أو مؤقته ثم تنقضي دون أن تحدث أثراً على الأرض أو وجوداً حقيقياً.

لذلك أطرح السؤال المتكرر: لماذا لا نستطيع تحقيق القوة العربية بكافة أشكالها سواء في شكل تحالفات أو سوق عربية مشتركية أو أي نوع من أنواع التكامل الحقيقي بحيث تكون قوة فعلية على الأرض تحقق مصالح الجميع والشعوب الاسلامية والعربية؟

أعلم أن هناك الكثير من المبادرات والأفكار والمقترحات الجيدة التي تساعد بشكل ما على تجاوز الكثير من العقبات لإحداث تطور كبير على العلاقات العربية, وخاصة في هذه الفترة الشائكة والحروب التي تعصب بالمنطقة العربية, وأن ملامح هذه الإقتراحات قد خرجت بوادرها.

ولكني هنا أطرح إجابة ليست جديدة, ولكن أعتقد بأنها من أهم وأعظم الأدوار لتفعيل هذه التحالفات وهي الدور الشبكي في العلاقات الإسلامية والعربية, فبسبب غياب الدور الشبكي في العلاقات العربية وتعود الشعوب العربية على الأنظمة الهرمية في كافة مؤسساتها حتى أصبحت طبيعة في كافة أشكال العلاقات, فنجد الصراع على من يكون القائد ومن يتزعم  بين الزعماء وحتى الشعوب دون الافصاح عن ذلك وتكون النتيجة هي الفشل في كل الاشكال السابقة وتصبح الإجتماعات شكلية أو إرضاءاً للشعوب أو الطموح الشعبي والذي غالباً يكون غير مرضي أيضاً بسبب النظرات المختلفة للشعوب.

 وهناك الكثير من عوامل الضعف التي تحول دون إتمام نجاح هذه التحالفات بشكلها الحقيقي كغياب الرؤية الكاملة لهذه التحالفات بكافة صورها, وغياب الإرادة السياسية الحقيقية, وضعف البنية التحتية لربط الدول العربية كالخطوط الحديدية والبرية وغيرها, وضعف الهياكل الصناعية والإنتاجية في البلاد العربية واعتمادها علي الصناعات الاستخراجية وغيرها من العوامل....

    العلاقات الشبكية هي الطريقة الأمثل للتحالف العربي

ولكن العلاقات الشبكية هي الطريقة الأمثل لتكوين القوة والإتحاد العربي وتعظيم الدور الاسلامي والعربي في العالم, وتحقيق التقدم للجميع دون تمييز أو تحيز.

 والمقصود بالعلاقات الشبكية وهي مأخوذة من شبكة العنكبوت والتي تكون من أقوي البيوت رغم ضعف خيوطها ولكن لكثرة أطرافها وخيوطها وتشابكها أصبحت قوة لا يستطيع أحد اختراقها بسهولة, وهذا ينطبق على الحكومات والدول الإسلامية والعربية فاذا تكونت هذه الخيوط العربية المتشابكة والمتتابعة, وأصبحت المصالح تنشأ مع كل خيط,  فمن هنا يمكن أن يصبح السوق العربية واقعاً, والقوة العربية العسكرية واقعاً والإتحاد الإسلامي والعربي حقيقةً .

وإذا تراصت وتجاذبت الخيوط الإقتصادية ((الزراعية والتجارية والصناعية )) وتبادلت المصالح بشكل مستمر ودوري لفترات زمنية بسيطة, حتى تصبح الشبكات والخيوط في كل مجال, هنا سوف يكون الإتفاق هو الناتج الطبيعي للحفاظ علي هذه الخيوط وتصبح قوية لدرجة لا يتخيلها حتى من قام بنسجها أو إنشائها.

     عوامل النجاح للتكامل العربي

فإذا انسجمت الشعوب وأندمجت المصالح في الدول العربية وتشابكت أعمالهم وتوجهاتهم, وتكونت بينهم روابط شبكية كما أشرنا, فسوف نجد تبادل المعلومات وتبادل المنتجات والصناعات بين الدول ويحدث تغير حقيقي في كافة الأصعدة بسرعة وقوة, ومما يساعد علي هذه التحالفات الروابط الدينية والطبيعية وروابط اللغة في كثير منها والعادات المتقاربة وسهولة الإندماج في الثقافات العربية والإسلامية بسهولة.

فيجب نزع الشكل الهرمي وشكل الرئيس والمرؤس أو القوي والضعيف, فكلنا أخوة كما أمرتنا شريعتنا السمحة, وكلنا عرب ذو طبائع متقاربة ولغة واحدة, فيجب أن تزال العقبات بين الشعوب من الحدود الجمركية وتبدأ المصالح والعلاقات في التكون حتى ولو شئ قليل في كل مجال.

 فمثلاً,  يتم تبادل الأدوار فما ينقص في دولة يتم أخذه من الأخرى العربية أولاً, فتتكامل الدول في مجال الصحة والتعليم والسياحة والزراعة والصناعة, وتبادل الخبرات والكوادر بشكل مستمر ودون قيود أو تعالي طرف على الآخر, لأننا جميعاً نتكامل مع بعضنا الأخر وينقصنا الكثير ولكن باستمرار تبادل المنافع والمصالح وزيادة التعامل بين الأطراف المختلفة وتقديم التعاون العربي على ما سواه وفق برامج محددة, تتحقق الأهداف المرجوة فيحدث تكامل حقيقي وتعاون بين جميع الدول وتقطع الطرق على الدول المتقدمة من استمرار إحتلالها الاقتصادي  واحتكارها لجميع السلع والمنتجات,  فخلال سنوات قليلة من تطور هذه العلاقات الشبكية بين الدول الاسلامية كافة والعربية سوف يتحقق الحلم الذي بدأ من عقود.

    العلاقات الشعبية محورية في التكامل العربي

أخيراً, هذه العلاقات ليست فقط رهن الحكومات والسياسات, ولكن هذه العلاقات يجب أن تنبع وتقوى من الشعوب أولاً, فيتم التبادل المعرفي والعلمي والخدمي والسلعي وعمل الشركات العربية المشتركة والشركات الإستثمارية المتنوعة, واستغلال الفرص العربية وعودة رؤوس الأموال العربية الى البلاد العربية , وقيام الإعلام بدوره الحقيقي والنخبة الفكرية والكتاب والعلماء في كافة التخصصات, فهذه مسئولية الجميع واذا توافقت وتعاونت الشعوب الإسلامية والعربية بصدق سوف تنكسر كل القيود وتتحول كل هذه الأحلام الى حقيقة.

قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

لا تنسوني من صالح دعائكم,
كاتب مستقل 

الكلمات الأساسية (السوق العربية المشتركة, الحلم العربي, القوة العربية المشتركة)
هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


هناك 4 تعليقات:

  1. مقالة جيدة ثرية رغم صغر حجمها ولكنها تناولت شكلا جديدا من أشكال العلاقات التي تعتبر مصدر حيوي لإحياء السوق العربية المشتركة ثم التكاملات الاخري وتفعيل دور جامعة الدول العربية .

    ردحذف
  2. شكراً علي مرورك الطيب اخي رمضان نجد .

    ردحذف
  3. رغم صعوبة تحقيقها في الوقت الراهن بسبب ضعف التنوع اﻻقتصادي العربي وقلة اﻻنتاج واعتمادها علي اﻻستيراد من الدول المتقدمة ولكن اذا توافقت ارادة الشعوب قبل الحكام سوف تزول الكثير من العقبات وسوف تنشا الكثير من الصناعات والخدمات ىلعربية المشتركة ...فعﻻ اظن ان العﻻقات الشبكية ممكن ان تجدي نفعا .بالتوفيق

    ردحذف
  4. اوافقك الرأي ولكن هناك بدايات مشجعة تحتاج الي المزيد حتي نستطيع توسيع المجالات وتحقيق التكامل المنشود .شكراً لك .

    ردحذف


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف