كيف نصبح قوة عالمية حقيقية ؟
أخبار عاجلة
تحميل ...

الخميس، 22 أكتوبر 2015

كيف نصبح قوة عالمية حقيقية ؟

كيف نصبح قوة عالمية ؟
كيف نصبح قوة عالمية 
كيف نصبح قوة عالمية حقيقية ؟
ان دراسة التاريخ تضيف إلى الانسان أعماراً إلى عمره وخبرات هامة لو استغلت حسن الإستغلال لظفر الانسان بالنجاح، وتعلم من دروس السابقين، وتلافي الكثير من الأخطاء والمشاكل، بل وجعل حياته أكثر تنظيماً وأوفر حظاً من النجاح .

وكثير من الناس يسأل كيف نعيد تفوق المسلمين كسابق عهده وأن نكون قوة عالمية حقيقية فاعلة في جميع المجالات ؟ ونسي أو غفل الكثير عن أهم الاسباب الحقيقية التي توصل الى هذه النتيجة، والتي بينتها كتب التاريخ وسيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين حيث استطاعت الدولة الإسلامية أن تصبح القوة الأولى عالمياً، والمنبع الأول ثقافياً وعلمياً وحضارياً مع ترسيخ مبادئ الأخلاق والقيم السمحة للإسلام .


فبداية، قوانين الكون لا تتبدل ولا تتغير فاذا أردت نتيجة ما لابد وأن تدخل لها مدخلاتها الصحيحة، فبدون المقدمات الصحيحة لن تجد نتائج صحيحة. فالمقدمات التي أرساها النبي محمد صل الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين تتلخص في بعض النقاط الهامة التالية :

1-تهيئة البيئة الداخلية للتغيير والتقدم : قال تعالي ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فقد كان العرب قوم متخلفين عن مبادئ الحضارة وبدائيين لدرجة شديدة، وما أن ظهر الإسلام.
  فاتجه النبي صل الله عليه وسلم الى بناء الإنسان وتغيير قيمه وسلوكه، حتى تستوعب التغيير الجديد والحياة المنتظرة، فكانت البداية من تغيير مفاهيم الأخلاق وتنميتها وتنمية حب العلم للمسلمين حتى كثرت الأحاديث والتوجهات النبوية لفضل العلم والعلماء، وتغيرت الثقافة العربية الجاهلية من نبذ الضعفاء والسود والعبيد وغيرها من المفاهيم الى تقديم أصحاب المواهب والعلم والكفاءة، حتي ولوكانوا أقل الناس مالاً وفضلاً، فتقدم بلال بن رباح وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وغيرهم - رضي الله عنهم-  بل تقدم أطفال المسلمين للصلاة والفتوي كابن عباس وغيرهم على الشيوخ وكبار الصحابة لحفظهم وعلمهم بالقرآن والسنة والفقه.
 فتغيرت النظرة وتبدلت المفاهيم وسعي الجميع الى طلب العلم وتعظيم العلماء، فنشطت الهمم لطلبه وزادت الرغبة في نيله، وأصبحت البيئة الإسلامية محبة للعلم ومنبعاً له، فظهرت العلوم وكثرت فنون التدوين والترجمة والتأليف والإبداع في كل العلوم الدينية والكونية وأصبحت الحضارة الإسلامية هي شعلة النور والعلم وسط ظلام الجهل في الدول الأوربية وغيرها .

2-الأخذ بمفاهيم الاسلام السمحة وتطبيقها وجعلها موضع التنفيذ: فظهرت الأخلاق السامية الكريمة ونمت على أثرها التجارة, وانتشر الإسلام والثقافة الإسلامية في دول لم تصلها جيوش المسلمين، فتنفيذ تعاليم الإسلام في المعاملات أدى الى شيوع قيم الصدق والأمانة والإتقان في العمل والصيغ الإسلامية في التمويل كالمشاركة والمساقاة والمزارعة والبعد عن الربا والغش والغبن , مما يزيد من البركة في المعاملات والنماء في الأموال وزيادة الإنتاج الفعلي، فالقوة الاقتصادية هامة ومؤثرة  لبقاء الدولة وقوتها .

 فالاسلام ليس قرين للتخلف والتراجع كما يدعي الكثير، ولكن عدم وضع التعاليم الإسلامية موضع التنفيذ هو السبب في ظهور الأزمات الاقتصادية وانتشار صور الغش والربا والإحتكار والفساد المالي وطغيان المادة وحب الربح المادي نظراً لتبني مفاهيم النظريات الوضعية الرأسمالية العفنة، التي تعطي للفرد كامل الحرية في الربح بأي صورة دون قيود أو ضوابط، وتبيح الربا المدمر بالحياة الإقتصادية، وفي المقابل يتهم الإسلام بالرجعية كما لو كانت تعاليمه منفذة وضوابطه محققه.
 وما هي أزمات النظم الرأسمالية كما في2008 وما قبلها ببعيدة عنا وما تبعتها من مشاكل اقتصادية اثرت علي العالم كله والى الآن لم تؤخذ العبر والدروس بل هناك المؤيدين لها والمتطوعين بالدفاع عنها.

3-التكافل الإسلامي كضرورة لتحقيق العدالة،إذا تأملنا النظام الإسلامي نجد اهتمامه العظيم بالزكاة حيث أصبحت ركناً من أركان الإسلام الخمسة وأولى عنايته بالصدقات والتكافل الإجتماعي كشرط لتحقيق الإستقرار الإجتماعي داخل البنيان الإسلامي فتقوى علاقاته ويصعب اختراقه بالمشاكل الإقتصادية كالفقر والبطالة والتي لم يصل الى حلها أي نظام عرفته الحضارة مثلما قضت عليه أسس النظام الإسلامي وخير دليل ما حدث أيام خلافة عمر بن عبدالعزيز-رحمه الله.


- هذا غيض من فيض وقليل من كثير مما قدمه النموذج الإسلامي كنظام وأساليب يجب التزامها لتحقيق السعادة الحقيقية، وتنمية الموارد البشرية والطبيعية وتحقيق الريادة والقوة العالمية، فمخرجات العلم (نتائجه) لا تنقل أو تقلد دون أن توضع لها مقدمات وتؤسس لها بنى تحتيه تؤهله لقبول وتلقي العلوم وتطويرها وتحقيق الحضارة الاسلامية العربية . 

فهل وعي المثقفون الدروس، وأن التنمية الذاتية هي السبيل الى التنمية الشاملة الحقيقية، وأن التغيير الداخلي هو المقدم علي التغييرات الواهية المستورده من الخارج.

فتغيير الثقافة الحالية وتشجيع النموذج النبوي التي قدم تأهيل الفرد وتغيير سلوكه وقيمه وتعظيم القيم الإيجابية كحب العلم وفضل وتعظيم أهل العلم وضرورة الطلب والعمل وترسيخ الأخلاق في المعاملات وجعل الاسلام حياة حقيقية بما يتيح الإنطلاق الى سباق البحث والعلم والتنمية والتقدم، فلن تمر سنوات قليلة إلا ونتائج النموذج نجني ثمارها وتؤتي أكلها، ونسترد ريادتنا وقوتنا ونصبح قوة عالمية حقيقية.

بقلم كاتب مستقل
هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف