الصدق هو السبيل الي النجاة |
الصدق هو طريق النجاة في الأزمات
تعصف بنا الإضطرابات والأزمات من كل جانب سواء اقتصادياً، سياسياً، بيئياً، ثقافياً وأيضاً خارجياً. فالأخطار عظيمة والحلول تقليدية وإعلامية في أغلبها دون نتائج ملموسة أو ظاهرة على أرض الواقع، لذلك فقدت الكثير من القرارات والخطط أهميتها، نتيجة ضعف الثقة بها بسبب التراكمات السابقة التي تولدت نتيجة الوعود الكثيرة والتزيف والتشويش في الأرقام، أو النسب حسب الأهواء، أو الاتجاهات السائدة.وهذا الأمر لاينطبق علي الساسة والنخبة فحسب بل انتقلت العدوى الى جموع المواطنين حتى أصبح الكل مشتتاً لا يعلم الحق من الباطل والحقيقة من الزيف من كثرة ما ينقل ويقال وأصبحت الأدوات الإلكترونية الحديثة من هواتف ذكية وأجهزة لوحية والمواقع الإلكترونية والتواصل الإجتماعي مصدراً لنقل وبث هذه الأفكار والمعلومات.
مجتمع إسلامي
غاب علي الجميع بأننا مجتمع إسلامي وأصبحت الدعوات بفصل
الدين عن الدولة، حتى يباح لهم كل ما يعترضهم من أوامر شرعية تنادي بالأخلاق
الكريمة، ومن أهمها الصدق والأمانة. واستغرب كثيراً عندما يقول الساسة والنخبة بأننا في مجتمع ديني بالفطرة, ثم يقول في نفس الوقت فصل الدين عن الدولة أو السياسة. يقولون وينادون بالديمقراطية الغربية ولا يعترفون بالشوري الإسلامية، وكأننا لم نحكم الدنيا بهذه المبادئ الإسلامية الراسخة الشاملة.
الشوري القائمة على اختيار الأفضل والأقوى والأصلح حتى يعين على إدارة الأمور وحل المشكلات، ولكن الديمقراطية الغربية الوهمية تكون في التعددية والخلافات والمناظرات الإعلامية, والصراخ الكاذب دون وعي او إدراك كامل للأمور، الأمور كثيرة والتناقضات عجيبة ولكن الحلول يسيرة لمن أراد أن يسلكها فضلاً عن ان يبحث عنها ألا وإنها: الصدق.
سوف يقول القارئ وما علاقة الصدق بما يحدث الآن !. أو يقول أنني أعيش في عالم الخيال أو حلم الفلاسفة والمدينة الفاضلة. ولكني لست أزعم أو اكتب بعيداً عن الحقيقة فاني أعيش وأعاني الكثير مما يعانيه الآخرين.
فالصدق هو
الطريق الى النجاة مما يعصف بنا من أزمات وإخفاقات. إذا صدقنا النية وأخصلنا العمل
نجحنا بلا شك، وسوف أبين بعض التفاصيل التي سوف توضح هذه الحقيقة التي غابت على
كثير من المسلمين وكأننا نسمع بها لأول مرة.
-الصدق هو صمام الأمان لكل عمل يقوم به أي فرد بسيط من صدق التعامل وصدق الأداء، وصدق القول، وبالتالي سوف يكون الفرد منتجاً حقيقياً ومحتسباً الأجر من الله والمثوبة الدنيوية بتحقيق التقدم والرقي. وكذلك فان صدق الرؤساء (علي كافة المستويات) مع مرؤسيهم يؤدي الى اتقان العمل ومعرفة الخطط بوضوح وبذل المجهود لوجود الشفافية في كل أمر وعمل, بل والمشاركة في تطويرها ونجاحها , حيث أن الرئيس الصادق يكون مقنعاً ومؤثراً, وبالتالي تكون النتيجة هي النجاح .
-الصدق في التربية بمعنى أن يكون الأب والأم مثالاً حقيقياً للأبناء في التحلي بالصدق , وبالتالي يتأثر الأبناء ويكون الصدق هو منهجهم في حياتهم, وبالتالي يأمن المجتمع ويتآلف نتيجة الصدق الذي يفرز الأمان, وبالتالي الحياة الاجتماعية السليمة.
-الصدق في القرارات الإقتصادية, والتنبؤات, والتحليلات وعرض النتائج بصدق يولد حالة من الإيجابية والدافعية للأفراد حيث احساس الأفراد باحترام العقول, وعرض الحقائق وعدم تضليله أو ايهامه بأاشياء كاذبة أو مغلوطة .فالصدق في الحياة الإقتصادية يكون بداية من الصدق في تحديد الأولويات, وتحديد الموارد تحديداً حقيقياً, ومن ثم التخطيط السليم وفق منهج حقيقي والتنفيذ والإلتزام بصدق يولد تحقيق النتائج الملموسة التي تجعل من الأفراد يثقون في الإدارة الإقتصادية, وبالتالي يحدث التعاون والتكامل البناء.
-الصدق في الحياة السياسية يكون باختيار المستشارين وباتخاذ القرارات التي تهم المواطنين وأن يكونوا صادقين في كلامهم وتصريحاتهم, فبالتالي يكون المواطنين مقتنعين بقراراتهم, مما يعزز من قوتها وفاعليتها.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير لأثر الصدق في حل جميع الأزمات والمشاكل, بل هو الطريق الأول للنجاة في الدارين الدنيا والاخرة.
بقلم / كاتب مستقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق