أيها المربون أدركوا ابنائكم |
يعيش اليوم أبنائنا فترة مليئة بألوان الفتن,
والشهوات, والفوضي بكافة ألوانها.
فوضي التربية, فوضي النصحية, فوضي التعليم, فوضي
الإستهلاك, فوضي الوقت, فوضي الكلام, فوضي العمل, وغيرها الكثير .
وما تعانيه الأمة
العربية والإسلامية من مشاكل سياسية واجتماعية وما تولد عنها عن صور التطرف
والإرهاب تارة, وصور الضياع والإنحراف تارة, وصور الفشل والكسل تارة, وصور الهروب
والإنكسار تارة .
وهنا وجب علينا أن نقف وقفة حقيقية لإدراك أبنائنا وشبابنا من هذه
المشاكل التي أصبحت واقعاً مؤلماً وحقيقية مشاهدة وهذه ليست صورة تشاؤمية ولكن
محاولة لتصحيح المسار وإدراك الطريق الصحيح قبل أن يزداد الأمر تعقيداً.
النتائج الصحيحة لابد لها من مقدمات صحيحة
قال بن عطاء الله السكندري (من أراد النهايات
فعليه بتصحيح البدايات). كلمات قليلة و بسيطة ولكنها تحمل المفتاح الذهبي لفتح
الطريق الى النهاية الصحيحة المنشودة .
وهنا يجب أن يتحمل المربون زمام المسئولية
وبوادر الإصلاح والتربية منذ نعومة أظفار الأبناء, وأن يعرفوا حقوق أبنائهم عليهم
من التربية والتعليم والتوجيه. فالأباء قد شغلهم الجانب المادي على حساب الجانب
الروحي والتربوي للأبناء.
فلذلك انحرفت المسارات الصحيحة للأبناء ولم يجني الأباء إلا الندم والحسرة على تضيع ثمرة أبنائهم . فسنن الله في كونه لا مبدل لها ولا معطل لقوانينها .
فمن أراد الثمار وجب عليه الزرع, ومن أراد النجاح وجب عليه العمل والجد, فما نراه الأن من ضياع أو انحراف لكثير من شبابنا هو نتيجة تضييع التربية وغرس
القيم والاخلاق في نفوس أبنائنا, فالبداية الصحيحة هي السبيل الي النهاية الصحيحة
فلا نتائج الا بفعل المقدمات .
وهنا لابد وأن يتعاون ويتحمل جميع المؤسسات التربوية
أمانتهم كل في مكانه وقدر استطاعته. بداية من الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام
وغيرهم في تصحيح البدايات حتى نجني الثمرات فكلنا في سفينة واحدة إن خرقها شخص غرق
الجميع.
بقلم/ كاتب مستقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق