دروس من الثورات العربية والإنقلاب التركي
أخبار عاجلة
تحميل ...

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

دروس من الثورات العربية والإنقلاب التركي

 
ألام الربيع العربي
الربيع العربي 

      دروس من الثورات العربية "الربيع العربي" والإنقلاب التركي الفاشل


تتوالى علينا الأحداث المؤلمة سراعاً حتى أصبحنا لا نعلم متى تتوقف؟ ومتى نفهم؟ وأين نتألم؟ هل نبكي على ضياع القدس، أم تدمير العراق، أم تقسيم وتفتيت سوريا واليمن، أم ليبيا أم مصر أم تونس ...وأخيراً تركيا؟

 مسلسل من الأحداث المؤلمة والنزيف المستمر في جسد هذه الأمة الإسلامية، وفوق كل هذا نُتهم كدين بالعنصرية، وبالإرهاب والتطرف،، وظهرت المسميات المعلبة كالإرهاب الإسلامي والتخلف والرجعية والأصولية ...غيرها.

والسؤال الهام هنا :هل ننتظر باقي الدول الإسلامية في السقوط في هذه الأحداث حتى نتعلم الدروس الواجب تعلمها ؟
أم هل أصبحت صور الدماء والأشلاء والتفجيرات أمراً عادياً والتظاهرات والإنقلابات هي عنوان الصحف اليومية شأناً مسلياً أو طبيعياً؟

إذن يجب أن نسرع لتعلم واستيعاب الدروس حتى نضمن إيقاف هذا النزيف، ونلم باقي أشلائنا وتشرذمنا وهواننا، ونُرجع إلى عالمنا الإسلامي والعربي هيبته وكرامته وعزه وشموخه، ونُري العالم حضارة الإسلام الحقيقية، ومبادئ السلام والأمن الشامل والكامل والتي أرستها تعاليم شريعتنا السمحة.

وهذه هي أهم الدروس والتوجهات التي يجب أن نستخلصها مما حدث ومن قراءة وتتبع التاريخ:

1- الإعتصام بالكتاب والسنة : فهو السبيل الوحيد إلى لم الشمل وقوة العقيدة وسلامة المنهج، وهو الدستور الشامل والكامل لجميع مناحي الحياة فيتحقق الإتزان والسلام والقوة والأمان  قال تعالي ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).

2- الأخذ بأسباب النصر: قال تعالى ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) وبين صفاتهم قال تعالى (( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور))
ومعنى نصر المؤمنين لله - نصرهم لدينه ولكتابه واتباعهم لسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم، وسعيهم وجهادهم في أن تكون كلمته هي العليا، وأن تقام حدوده في أرضه، وتمتثل أوامره وتجتنب نواهيه، ويحكم في عباده بما أنزل على رسوله - صل الله عليه وسلم.

3- مواجهة الفكر الضال بالمنهج الصحيح والفكر الصحيح من كتاب الله وسنة نبيه محمد- صل الله عليه وسلم- وتصحيح المفاهيم الملصقة بالإسلام زوراً وبهتاناً. وهنا نؤكد على ضرورة وجود إعلام إسلامي حقيقي، و قنوات إسلامية عالمية تنشر الحقيقة وتنقل الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، ولا نترك الساحة للإعلام الغربي الكاذب.

4- إصلاح الحياة الإجتماعية: وتحقيق العدل الذي هو من أساسيات الحكم والحياة السليمة، وهذا يتحقق بالضرورة من تحقيق الإعتصام بالله أيضاً، فالعدل من الواجبات التي أوجبتها الشريعة الإسلامية بل كل الشرائع من أجل إعمار الأرض والحفاظ على الأمن والسلام. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾.

5- إعداد القوة: وليس المقصود بها القوة العسكرية فقط ولكن القوة العسكرية والإقتصادية والعلمية والسياسية والفكرية ... فلا أمن بدون إقتصاد قوي يعززه ويقويه، ولا إقتصاد بدون علم وتخطيط وقوة تحميه وسياسة تكسبه مزيداً من التوسع والإنتشار, ولن يحدث جميع هذه القوى بدون عقيدة صحيحة وفكر صحيح مستقيم بشريعة وتعاليم الإسلام.

6- التعاون التام والكامل بين الدول الإسلامية: وإظهار القوة الإسلامية بتوحيد الأهداف والخطط لمواجهة كافة المخاطر التي تحاك من الداخل والخارج، وعمل غرف مشتركة لتبادل المعلومات الأمنية والاستمرار في تكوين القوة الإسلامية المشتركة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، مثل التحالفات الإقتصادية والسوق المشتركة،والدفاع المشترك، وإزالة الحواجز الجمركية وغيرها من سبل التعاون.

7- ضرورة الإحساس بخطورة الأمانة التي يتحملها الحكام والساسة،, فالشعب هم رعية الوالي وأمانة في أعناقهم والإعتراف بقوة الشعب، وأن الشعب هو الحاكم وهو الهدف للدول,، وهو في نفس الوقت أساس بناء الدول وقوتها فيجب معرفة المشاكل الراهنة والسعي على حلها وإيجاد الحلول الحقيقية والسريعة بما يعانيه من مشاكل الفقر والتهميش والتعليم والصحة وغيرها.

8- الإهتمام بالشباب وتأهيليهم بشكل خاص والحفاظ عليهم من تغلغل الأفكار الهدامة والإرهابية’ واستقطابهم من الجهات الداخلية والخارجية نتيجة ما يعانيه الشباب من مشاكل كالبطالة والفقر والتهميش والجهل والفراغ، فكل هذه الأمراض تنهش في جسد الأمة وتفتك بشابها ومصدر أملها في النهوض والعزة.

9- اتخاذ الشورى منهج حياة للدول: فيتقدم أهل العلم والعزم والرأي في الأمور الهامة، ولذلك يجب اختيار البطانة الصالحة في كل المجالات والمستشاريين والوزراء والمدراء الأكفاء والأمناء.

 ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام العبرة والعظة وكيف استطاع بعلمه وحكمته وخلقه وإحسانه وكفاءته من تمكين ملك مصر له، واصطفائه لنفسه ثم توليه خزائن الأرض، حيث تمكن من عمل الإجراءات اللازمة لمواجهة مشكلة الجفاف وقلة الإنتاج والمجاعات بل وحافظ على الدول المجاورة ،فيجب اختيار الأمين ذو الكفاءة والكفاية، فلا خبرة بدون أمانة ولا أمانة بدون علم وخبرة، فيجب أن نمكن من يملك الإثنان معاً قال تعالى { إن خير من استأجرت القوي الأمين{.

10- تفعيل دور المحاسبة والمراقبة فهي صمام الأمان للحفاظ على الدول والممتلكات وتحقيق لمبدأ العدل.

11- دراسة التاريخ دراسة واعية ومعرفة مواطن الضعف والقوة للأمم وخاصة الأمة الإسلامية التي عاشت سنوات القوة والضعف، بسبب سنن متكررة فهل نعي الدرس جيداً ونتعلم من أخطائنا السابقة، فالحكيم من وعظ بغيره، "والحكمة هي ضالة المؤمن إن وجدها فهو أحق الناس بها", ودروس التاريخ بها من الحكم الهامة والشواهد والعلامات البارزة التي يجب التوقف عندها وفهما حتى لا نقع ثانياً في شراك الأعداء والمتربصين.

هذه بعض الدروس التي يجب أن نتعلمها حتى نستطيع أن نعيد عز وكرامة وريادة الدول الإسلامية إلى سابق عهدنا، فنحن أمة العزة وأمة النصر إن نصرنا الله وأدينا ما علينا من واجبات.

بقلم
كاتب مستقل 
هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف