هل هناك مشكلة اقتصادية أم لا؟
أخبار عاجلة
تحميل ...

الجمعة، 6 مايو 2016

هل هناك مشكلة اقتصادية أم لا؟

المشكلة الاقتصادية

    هل هناك مشكلة اقتصادية أم لا؟

 بقلم علي والي

هل حاسين إننا داخلين على مشكلة اقتصادية كبيرة؟ أعتقد لا.. هل حاسين إننا لا نسير على الطريق الصحيح؟
أعتقد أننا نعتقد أننا على الطريق الصحيح.
هل إننا حاسين إن المشكلة فى الإنسان المصري ولا أمل منه، ولذلك ليس بالإمكان أحسن مما كان؟ نعم.

الطريق الصحيح الوحيد لنجاح مصر اقتصادياً هو عن طريق زيادة الصادرات، وهذا عن طريق الصادرات الصناعية (مصر بتصدر ٢٢ مليار دولار- فيتنام ١٥٠، تركيا ١٥٨، تايلاند ٢٢٨، ماليزيا ٢٣٤، كوريا ٥٧٢، اليابان ٧١٠،أمريكا ١٧٠٠، الصين ٢٣٠٠.. ومعظم صادراتهم صناعة.. يعنى ٩٤٪‏ من صادرات الصين صادرات صناعية).

هل نعلم ذلك؟ أعتقد لا.

لماذا؟ لأننا نعتقد أن الحل فى زراعة الأرض وليس فى الصناعة، وأن الإنسان المصري غير مؤهل للصناعة ومؤهل فقط للزراعة.

طبعاً الزراعة أمن قومي. ولكن ليس فقط الزراعة، يوجد أشياء كثيرة أخرى دخلت في نطاق الأمن القومي لأننا نستخدمها يومياً، ومنها السيارة، التليفون المحمول، اللاب توب، التليفزيون، الغسالة... إلخ. كلنا معنا كل هذه الأجهزة ونستورد معظمها أو نستورد معظم مكوناتها. نعم الزراعة كانت أمناً قومياً وقت الرئيس عبدالناصر، ولكن الآن كل هذه الأجهزة الإلكترونية وغيرها دخلت فى نطاق الأمن القومي فى عصر الرئيس السيسي.

فنحن نشتري ٢٧٠ ألف سيارة سنوياً. على متوسط ١٠٠ ألف جنيه للسيارة، تكون الفاتورة التي ندفعها للخارج ٢٧ مليار جنيه سنوياً (إذا أغلقت هذه الصناعة أبوابها فى مصر)، ونحن عندنا ١٠٠ مليون خط محمول يتم شراء تليفون كل عامين، أى ٥٠ مليون تليفون سنوياً. على متوسط ٥٠٠ جنيه للتليفون، فهذا معناه ٢٥ مليار جنيه فاتورة استيراد التليفونات المحمولة سنوياً.. هل نعي ذلك؟ أعتقد لا.

هل المشكلة فى الإنسان المصرى؟ لا وألف لا. 


كل الدول التي لم تنجح قالت ذلك، وكل الذين نجحوا عملوا البدع بمواطنيهم الذين كانوا فى يوم ما متخلفين وجهلاء.

المشكلة فى الحكومة التى تخلق عوائق خيالية لأي مستثمر قبل بدء مشروعه وبعد بدئه. قبل البدء عن طريق: عدم وجود أراضٍ صناعية، عدم وجود مرافق، وجود نظام عقيم للتصاريح، وجود فائدة خيالية للاستثمار (12-14%) وعدم وجود ماكينات مصنعة فى مصر بسعر مناسب. 


أما بعد البدء فى المشروع: فمشاكل العاملين بالقطع على رأس الأولوية، ولكن لها حلول بالتدريب الفني وإعطاء منح لسكن العاملين لكي لا يتعب الموظف في المواصلات ويركز فى شغله. تحسين قانون العمل الذى يظلم صاحب العمل شىء أساسي لأن القانون الحالي يظلم صاحب العمل الموظف عن طريق جعله يمضي مجبراً على استمارة ٦ وغير ذلك.

"المشكلة فى الحكومة والحل فى الحكومة".

هل المشكلة فى الـ٦ ملايين موظف؟ لا وألف لا.


المشكلة فى الـ١١٤٣٠ مديراً (530 وكيل أول وزارة + 2140 وكيل وزارة + 8760 مديراً عاماً) لأننا لا نجذب أحسن الكفاءات لهذه المناصب. هل نحن جادون فى إصلاح المراكز القيادية بالدولة؟ لا أدرى.

ولكننا لن ننجح بدون ذلك وبدون خطة ملزمة مبنية على الصناعات التصديرية، واسألوا كوريا التى قالوا عنها في الخمسينيات من القرن الماضي إنها مقلب زبالة، وكيف ممكن أن تنبت باقة من الورد فى مقلب الزبالة!

واسألوا فيتنام التي كانت فى حرب أهلية. واسألوا الصين التى عندها ١٥ ضعف عدد سكاننا. واسألوا "مهاتير محمد"، الذى كتب كتاباً فى سبعينيات القرن الماضى ليؤكد أن المشكلة ليست فى الماليزيين، وعندما أصبح رئيس الوزراء طور دولة ثلث حجم مصر ليصبح اقتصادها أكبر من مصر.


لا تلوموا الدولار إذا زاد ٤ أضعاف مما هو عليه الآن، فقد حدث ذلك فى عام ١٩٨٨ عندما كان ٧٠ قرشاً، ثم أصبح ٣.٣٠ فى عام ١٩٩٣. هل ستكون مصيبة اجتماعية علينا جميعاً إذا زاد الدولار 4 أضعاف؟ نعم ولكنها متوقعة إذا لم نبدأ الآن بخطوات جادة لزيادة الصادرات.

المشروع القومى لاستبدال ٢٠ مليار دولار من الواردات بتصنيع محلي، ولزيادة الصادرات من ٢٢ إلى ٦٠ مليار دولار قبل ٢٠٢٠ هو وسيلة أساسية لوضعنا على الطريق الصحيح.

علينا أن نبدأ قبل أن يستمر الدولار فى الزيادة ونستمر جميعاً فى الفقر والجهل.

لقراءة مصدر المقالة : هنا
هل أعجبك الموضوع ؟

نبذة عن الكاتب

م و كاتب مقالات الرأي في الصحف والمواقع الإلكترونية, محب للبحث والقراءة في علوم الاقتصاد والمحاسبة والادارة والتنمية البشرية وربط العلوم ببعضها,وأهدف الى بناء أقوي موقع حر للكتاب المستقلين .ويسرني ويشرفني انضمام جميع فئات الكتاب لتقديم محتوي قيم وتحقيق اهداف الموقع واهدافهم


يمكنك متابعتي على :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوضة لمدونة كاتب مستقل2015/2016

تصميم : تدوين باحتراف